كما كان متوقعا، لم ينجح لقاء دمشق الذي عقد أخيرا بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وضع حد للمواجهات المسلحة بين أنصار الحركتين الفلسطينيتين، بل ازداد الأمر سوءا إذ أسفرت الجولة الأخيرة من الاشتباكات عن مصرع أربعة وعشرين فلسطينيا حتى يوم أمس.
«حوار الطرشان» بين الحركتين يراوح مكانه ولم يحقق اختراقا على رغم تدخل الفصائل الأخرى ومصر، ويبدو أن كل طرف يتمسك بمواقفه من دون وضع اعتبار للوضع الميداني والظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والمتغيرات الإقليمية. سلاح الفصلين الفلسطينيين صار يوجه لصدور أبناء الشعب الفلسطيني بدلا من أن يوجه إلى المحتل الذي يراقب الأمر باستمتاع بالغ إذ أصبح الفلسطينيون يتناحرون ويقتلون بعضهم بعضا من دون الحاجة إلى إقحام قوات الاحتلال في الأمر. تردي الوضع الفلسطيني الداخلي دعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى توجيه رسالة إلى «فتح» و «حماس» لعقد لقاء بينهما ومن دون تدخل طرف ثالث في مكة المكرمة علهما يهتديان ويضعان مصلحة الأمة والشعب الفلسطيني في مقدمة اهتماماتهما ويتنازلان عن بعض المواقف التي تعوق الاتفاق.
ألا يكفي الشعب الفلسطيني ما يعانيه من صلف المحتل الإسرائيلي حتى تدور المعارك والمواجهات المسلحة بين فصائل يفترض أنها شكلت بهدف مقاومة الاحتلال وليس التناحر على المناصب والكراسي؟ لماذا لا نحترم إرادة المواطن الفلسطيني الأعزل ونعمل لغة العقل عندما تحدث الخلافات؟ ولماذا لا نفوت الفرصة على الذين يرمون لنا بالفتن ونكون أكثر ذكاء وحنكة منهم؟
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1606 - الأحد 28 يناير 2007م الموافق 09 محرم 1428هـ