العدد 2245 - الثلثاء 28 أكتوبر 2008م الموافق 27 شوال 1429هـ

خلاف بين الإدارة السعودية - البحرينية سبب أزمة شاحنات «الجسر»

قال عدد من سواق الشاحنات الخفيفة والثقيلة لـ «الوسط» أن هناك خلافات بشأن أمور إدارية بين الإدارة السعودية والبحرينية لجسر الملك، تسببت في حدوث أزمة تعطل الشاحنات على الجسر منذ عدة أشهر. وكشفوا أن «بإمكان الإدارات المعنية على الصعيد السعودي والبحريني سرعة تمرير الشاحنات من دون مدة تأخير طويلة على الرغم من إجراءات الجمارك والتفتيش، لكن التعنت من قبل بعض المسئولين في كلا الإدارتين يحول دون ذلك».

وحاولت «الوسط» الحصول على أية معلومات أو تفاصيل عن الموضوع إلا أنها لم توفق في ذلك على رغم اتصالها بعدد من المسئولين في الجسر الذين فضلوا عدم التصريح، في الوقت الذي تفاقمت فيه أزمة طوابير تعطل عشرات الشاحنات الصغيرة والثقيلة على جمارك جسر الملك فهد لتدخل شهرها السادس على التوالي، وذلك من دون أية حلول أو قرارات إدارية مؤقتة تقلل من أعداد الشاحنات الكبيرة المركونة على الجسر التي تنتظر إنهاء إجراءات الجمارك لمدة تتجاوز اليوم لدى بعض الشاحنات.

وبحسب عدد من الاتصالات التي وردت لـ «الوسط» من قبل بعض سواق الشاحنات الثقيلة، فإن أزمة تعطل الشاحنات انتقلت حاليا على الصعيد البحريني بعد أن كانت مقتصرة على الصعيد السعودي، إذ ازدادت مدة الانتظار كثيرا خلال الشهرين الماضيين للشاحنات التي ستدخل مملكة البحرين، في الوقت الذي كانت هذه الأزمة مقتصرة على الشاحنات التي ستغادر البحرين عبر الجسر.

ولم تسفر مساع عدد من التجار وأصحاب الشاحنات والحافلات الصغيرة والكبيرة مع مسئولي الجمارك على الجسر، في الوصول إلى حل إيجابي يقلل من مدة التأخير والخسائر المترتبة على ذلك. في الوقت الذي استمرت الجمارك تحويل الناقلات الصغيرة إلى الجمارك على رغم من إمكان مرورها عبر المنافذ العادية لمرور السيارات الصغيرة (الصالون) وتلافي التأخير، بحسب ما أكده تجار وأصحاب شاحنات.

وعمد موظفو شئون الجمارك في الجانب البحريني خلال الأيام القليلة الماضية إلى تكثيف العمل اليومي والعمل بطاقة مكثفة بعد زيادة عدد الموظفين خلال الدوام الرسمي لتسهيل سرعة إنهاء إجراءات الجمارك، وتلافي حدوث طوابير طويلة على الجسر، إلا أن الأزمة ظلت مستمرة نظرا للأعداد الكبيرة من الشاحنات الثقيلة والصغيرة التي تتوافد للجسر.

واستغرقت بعض الشاحنات خلال الفترة الماضية أكثر من 13 ساعة فترة انتظار على الجسر لإنهاء الإجراءات الرسمية، في الوقت الذي شدد سواق الشاحنات والتجار في اتصالات هاتفية وردت لـ «الوسط» على ضرورة اتخاذ الجهات المعنية حلا سريعا لتلافي خسائر أكثر.

وأمل سواق الشاحنات وعدد من التجار البحرينيين من زيارة كبار المسئولين في وزارة الداخلية وإدارة الجسر لشئون الجمارك والجوازات على الجسر، الوصول إلى نتيجة إيجابية وحلول انسيابية، إذ يحتاج الجسر إلى توسعة شاملة خصوصا في الجزيرة الرئيسية التي تربط الحدود البحرينية السعودية، لأن أعداد الشاحنات التي تمر عبر الحدود البرية أصبحت تزداد بنسبة كبيرة سنويا، في الوقت الذي لم تطور وتؤهل مرافق الجسر منذ افتتاحه في العام 1986، وهو ما أكده رئيس تخليص جمرك المنفذ البري عبدالرزاق الخاجة في آخر تصريح خاص له لـ «الوسط»، بشأن وجود دراسة شاملة لتطوير وزيادة مرافق الجسر ضمن توسعة الجزيرة الحدودية للجسر مستقبلا.

وقال سائق إحدى الشاحنات الثقيلة يوسف العالي إن «الأعداد الكبيرة من الشاحنات المتراكمة على الجسر تحمل أشكالا وأنواعا مختلفة من السلع والبضائع، إذ تحتوي بعضها على الطرود البريدية التي يجب أن تصل بالسرعة اللازمة بحسب التسهيلات التي يُفترض توافرها لهذه الخدمات لبلد مثل البحرين، وذلك إلى جانب عدد كبير من الحافلات المحملة بالخضراوات الفواكه القابلة للتلف حال طال انتظارها أكثر من ساعتين على الجسر في ظل الجو الحار والشمس».

وبين العالي إن «السواق ليس بمقدورهم فعل أي شيء إزاء أزمتهم المتكررة يوميا، فإنه ليس بمقدورهم الدخول على أي مسئول لإبداء أية ملاحظات أو اقتراحات تخفف من وتيرة الأزمة»، لافتا إلى أن «الأزمة ازدادت بشكل ملحوظ وبفعل قرارات من المسئولين، وليست كما يدعون بأن الأزمة ليست طارئة أو بفعل أمر أو قرار معين، وهي إن كانت تتفاقم منذ فترة طويلة بسبب ازدياد أعداد الشاحنات وسيارات المسافرين اليومية العابرة للجسر، فإنه بالمقدور فعل شيء فعلي لمواجهة ذلك، في الوقت الذي لم يوسع أو يطور أي قسم بما يتناسب وحجم الزيادة في العابرين للجسر يوميا».

وتابع السائق أسامة الرفاعي «إن الشاحنات المتراكمة على الجسر بالجانب البحريني، هي شاحنات تصدير من البحرين، وأن التعطيل الحاصل لها بسبب الجانب السعودي الذي يغلق شئون التخليص الجمركي مع حلول المغرب، لتظل الشاحنات تنتظر حتى صباح اليوم التالي، الأمر الذي يسهم في تعطل التخليص الجمركي في البحرين»، مبينا أن «ذلك دفع بالإدارة البحرينية لتعطيل الشاحنات من أجل التأثير على جانب الإدارة السعودية».

هذا، وطالب مواطنون المسئولين في المؤسسة العامة لجسر الملك الفهد بالتنسيق مع كلا الإدارتين على الجسر للحد من التأخير المستمر بقسم ختم الجوازات، لأن الجانب السعودي يتسبب في التأخير لفترات طويلة تصل لأكثر من ساعتين انتظار لكل سيارة عابرة، في الوقت الذي يتطلب الأمر وقتا أقل بكثير لدى الجانب البحريني.

وأشار المواطنون إلى أن الفترة المقبلة تشهد الكثير من المناسبات والعطل الرسمية التي تزيد بدورها من أعداد المسافرين عبر الجسر، في حين تتكرر أزمة التأخير لدى الجانب السعودي لأسباب بالإمكان تجاوزها، إذ طالما ينشغل الموظفون بالتدخين والخروج من كبائن ختم الجوازات من دون مراعاة الطوابير الطويلة من السيارات، في الوقت الذي لا يمكن لأي فرد الاعتراض على ذلك نظرا لتعرضه للإهانة والتأخير أكثر.

العدد 2245 - الثلثاء 28 أكتوبر 2008م الموافق 27 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً