العدد 1606 - الأحد 28 يناير 2007م الموافق 09 محرم 1428هـ

أخرجهم الحسين من عالم الصمت... فعبروا له عن حبهم بالريشة والألوان

فئة الصم، التي كانت تعيش في الظل سنين طويلة، وكانت تعيش في موسم عاشوراء فيما مضى في ضبابٍ شبه تام، لعدم معرفتها غالبا بما يجري أمامها من إحياء ومآتم عامرة بالزوار، وتغيّر كبير يلحق بوتيرة الحياة اليومية، انفتحت لها كوّةٌ في الجدار، مع تشكيل لجنة أهلية تعنى بالصم منذ خمس سنوات، تقوم أعمالها على العمل التطوعي، وتنتظر حاليا الحصول على الإشهار رسميا.

هذه الفعاليات قادت إلى انفتاح كبير على المجتمع، وتحقيق درجة جيدة من الاندماج، فوقف الأفراد الموهوبون جنبا إلى جنب مع الفنانين العاديين، ليعبّروا بلوحاتهم عن ارتباطهم بالحسين، الذي أخرجهم من عالم الصمت إلى التعبير بالألوان.

«الوسط» التقت بعدد من الموهوبات، أولهن مديحة إبراهيم، خريجة معهد البحرين للتدريب، صياغة الذهب . وهي لا تعمل حاليا رغم تخرجها من المعهد قبل سنتين. درست في مركز التأهيل ومركز شيخان الفارسي.

- منذ متى ترسمين؟

- أنا أرسم منذ طفولتي.

- هل عندك لوحات أو رسومات تحتفظين بها؟

- نعم، أحتفظ بها في دفاتر خاصة وهذه أول مرة أشارك في المرسم. وأواظب على الذهاب لفعاليات اللجنة (الصم) في النعيم.

- قبل ذلك ماذا تعرفين عن كربلاء - أعرف القليل، وكنت أعرفه من أختي الكبرى أو أمي أما والدي فمشغول في عمله.

- ما هي هواياتك؟

-الرسم، الأشغال اليدوية، والكمبيوتر (فوترشوبه.. هكذا كتبتها). - هل تقرأين كتبا أو صحفا؟

-قليل وإذا لم أفهم الكلام أسأل إخواني.

- وماذا تحبين أن تقرئي؟ أحب قراءة أي شيء.

- بالنسبة إلى لوحتك... ماذا تريدين أن تقولي لنا؟

-قصة عبدالله الرضيع الذي كان عطشانا وطلب الماء فضربوه بسهم ورمى الإمام الدم في السماء.

- وكيف تقضين يومك؟ أنا لا أعمل، فقط جالسة في البيت، البرنامج اليومي كمبيوتر وتلفزيون وأقوم بعمل حناء.

زهراء إبراهيم (أول إعدادي). ترسم منذ 2002 وتحتفظ برسوماتها في دفاترخاصة أيضا.

- وقبل اللجنة...؟

- كانت أختي مديحه تخبرني.

- وهل تقرأين؟ قليل جدا...

- ماذا تحبين أن تقرئي؟ أحب القراءة عن الأئمة.

- وماذا عن هواياتك؟

-الكمبيوتر (فوتوشوب)، رسم، سفر، الأشغال اليدوية وأقضي وقتي في مشاهدة التلفزيون والكمبيوتر.

مريم إبراهيم. أول مرة ترسم في المرسم، وكانت ترسم منذ صغرها، وتحب رسم الطبيعة والأشخاص... والكاريكاتير.

ولديها مجموعة كبيرة ترسمها ولكنها لم تحتفظ بها ولذلك هي متأسفة لذلك...

منذ 1999 ترسم... درست للصف الخامس (في مركز شيخان) ثم انتقلت إلى دراسة الكمبيوتر... درست (الوورد) كانت تعمل في مطبعة... استقالت لأن المكان الذي تعمل فيه مفتوح وفيه روائح قوية... عملت فيه 5 سنوات. سمعت أن هناك معرضا فجاءت للمشاركة...

- منذ متى تعرفين عن الإمام الحسين؟ منذ كانت صغيرة، (ولكنها لم تكن تعرف إلا القليل... ولكن بعد ترتيبات اللجنة عرفت الكثيرة عن واقعة كربلاء).

- ماذا تريدي أن تقولي في اللوحة؟ (صورة شمعة وتحتها اسم الحسين) الحسين شمعة لا تنطفئ... (شمعة حولها لون أسود حولها الدم).

- وماذا عن انطباعها من المشاركة، (وقالت بلغة الإشارة): ارتحت للرسومات... وإن شاء الله السنة المقبلة يتم تنظيم الشيء نفسه لتأتي وتشارك.

زهرة جعفر: طفلة صغيرة ترسم من قبل الصف الخامس الابتدائي... تحب رسم الطبيعة... وعندها مجموعت رسومات... وتجيد غزل الصوف... وتحب أن تعمل معلمة وتدرس حاليا عربي ورياضيات ودين واجتماعيات... تجيد (الوورد) بالكمبيوتر... تشارك في المرسم للمرة الثانية... وسبق أن شاركت في معرض أقامه المرسم الحسيني بمناسبة حرب لبنان السابقة بمركز المعارض دعما للمقاومة.

- ماذا تعرفين عن الإمام الحسين؟ - أعرف أنه قتل وقطع رأسه... وعرفت ذلك من صديقتها في البداية. وكانت معرفتها قليلة، لكن بعد أنشطة اللجنة عرفت التفاصيل منذ 3 سنوات.

- اللوحة التي ترسمها عن الإمام الحسين (سيف ملقى وعمامة يقطر منها الدم). وشاركت العام الماضي في مسرحية «قبرك قلبي» التي مثلتها مجموعة الصم.شخصيات كربلاء في لغة الصم

عندما تراقب الصم وهم يتحدثون مع بعضهم، يمكنك أن تفهم بعض إشاراتهم، فيما سيبقى البعض الآخر غامضا. ولأن هذه الكوكبة من المعوقين سمعيا فتحوا أعينهم على هذه الواقعة التاريخية، فأنه لابد أن ينحتوا لأنفسهم مصطلحات خاصة للتعبير عن عالم الواقعة الملحمية.

التأمل في حركاتهم يعطي مدخلا لفهم قاموسهم الخاص... اقرأ معي كيف يعبرون عن شخصيات كربلاء في إشارات:

الإمام الحسين (ع): إشارة باليد على الرقبة في إشارة إلى قتله.

العباس: إشارة باليدين معا إلى الكفين المقطوعين.

زينب: تمرير اليد على الوجه من الأعلى إلى الأسفل في إشارة إلى تغطية الوجه وسترة.

عبدالله الرضيع: حركة باليدين توضح هز طفل رضيع، ثم إشارة سريعة بتوجيه سهم إلى رقبته كما حصل في كربلاء.

الشمر: ضم اليدين متقاطعتين إلى أعلى الصدر (عندما سألت عن القصد، قالوا إنه مثل الصنم).

يزيد: إشارة إلى أعلى الرأس بوجود قبعة ثم إنزالها بسرعة مع تقطيبة شديدة على الوجه. (في إشارة إلى أنه كان حاكما ظالما سفاكا للدماء).

جابر بن عبدالله الأنصاري: إغماض العين (في إشارة إلى أنه ضرير) ثم أخذ شيء من التراب يشمه (في استيحاء مباشر من مشاهد المسرحية التي مثلها الصم العام الماضي).

العدد 1606 - الأحد 28 يناير 2007م الموافق 09 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً