العدد 1606 - الأحد 28 يناير 2007م الموافق 09 محرم 1428هـ

من عبق المآتم الحسينية

بأنفاس محلقة في سماء آل بيت النبوة الصافية، النقية التقية، الزكية الأبية، وأمام نبضات العطاء، تتجلى أسمى معاني التضحية للأقمار المزهرة من آل بيت محمد البررة، الذين نذروا أنفسهم لأجل بقاء راية الإسلام مرفوعة.

والارتباط الوثيق بالملحمة الحسينية يحوّل المجلس الحسيني إلى مدرسة تربوية واجتماعية وتوعوية خالدة. فالخطاب الحسيني يصنع الموقف ويكوّن الحدث، ثم يتحول إلى لفعالية عالمية بارزة.

والمأتم الحسيني اليوم يواجه تحديات ومسئوليات كبرى، تجاه القضية الخالدة من حيث بيان أهدافها وأسلحتها المعنوية والتربوية، ومخرجاتها الهائلة لجميع الفئات. وفي البحرين تشير الإحصاءات إلى وجود ما يزيد على ثلاثة آلاف حسينية للرجال والنساء، وكانت المجالس الحسينية تقام في البيوت ثم تطوّرت وانتقلت إلى المساجد وأصبحت تشكل الآن مؤسسات مستقلة. وفي قرية الدير وحدها ما يقارب الثلاثين مأتما للنساء فقط. وحسينية الزهراء بالدير أسسها المرحوم الملا عبدالله بن جاسم، وكان لديه سبعة أبناء وابنة واحدة اسمها الحاجة مريم عبدالله بن جاسم (أم محمد) لقّبها الملا عطية الجمري بال (يكه)، لأنها البنت الوحيدة التي بقيت من ضمن أشقائها السبعة (رحمهم الله)، وجميعهم كانوا خطباء للمآتم الحسينية، فسارت على نهج أبيها وتولت زمام إدارة المأتم، يستحثها هدف راق وعزيمة ثابتة، بمساعدة زوجها وبناتها ونساء قريتها. فرهنت حياتها لخدمة آل بيت محمد في أحزانهم وأفراحهم.

يذكر بأن بناء الحسينية يعود إلى 120 عاما، ومازالت الملاية أم محمد إلى الآن تحتفظ ببعض الكتب الحسينية المكتوبة بخط أبيها، وعمرها - الكتب - يناهز الثمانين عاما.

أما بالنسبة للمأتم الذي أعتبر أول من استقبل الجالية الهندية والباكستانية كمعزين (مأتم بن سلوم)،فكان مؤسسه الحاج محسن بن سلوم حيث قام ببنائه على هيئة شبه مربعة، سقفه من (الدنجل) والحبال وجذوع نخيل تستعمل كجسور بين جدران المأتم، إضافة إلى النوافذ والأبواب الخشبية.

أما حسينية القصاب في قلب المنامة، فقد تأسست منذ حوالي مئة وخمسين عاما، على يد المرحوم سيد علوي بن سيد جواد الذي اشترى قطعة أرض أقام عليها الحسينية، وبعد وفاته تولى إدارتها المرحوم الحاج علي بن عبد الله القصاب، وبعد وفاته تولت عائلة العلوي المجاورة منازلها للحسينية شئونها إلى يومنا هذا. ولم تقتصر الحسينية على إحياء عاشوراء ولكنها كانت تعتبر مركزا لإحياء ليالي رمضان ودورات تدريبية لتعليم القرآن والصلاة وإقامة الندوات.

في السنابس، اشترى المرحوم الحاج أحمد بن علي أرضا مساحتها 470 مترا مربعا لإقامة حسينية «بن خميس» عليها، وبناها في العام 1877، ويقصدها الناس من كل حدب وصوب، واستغلت كمكان لتدريس مادة اللغة العربية والحساب واللغة الإنجليزية ومعارف القرآن، مع التركيز على علوم الدين وتعليم الصلاة.

تلك هي بعض المواقع الايمانية، ونتمنى من العلي القدير أن يحفها بملائكة السموات، ولتبقى راية سبط رسول الله مرفوعة إلى أبد الآبدين، ويظل الحسين الشهيد (ع) نهرا يرتاده العطشى ويستسقون من نميره، وبوصلة ترشد الحيارى والتائهين... فطوبى للمحبين.

أبرار الغنامي

العدد 1606 - الأحد 28 يناير 2007م الموافق 09 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً