هذه القصيدة للشاعر السيدهلال بن بدر بن سيف البوسعيدي (من الأسرة الحاكمة في سلطنة عمان). وُلد في مسقط بعمان العام 1896 (1314 هـ) وتوفي يوم الخميس السادس من رمضان 1385 هـ الموافق 28 ديسمبر/كانون الأول1965. رثى الشاعر سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) قائلا:
هذي الطلول فقف بنا يا ساري
وانظر معالم سادةٍ أطهارِ
نزلوا هنا فأبت عليهم أنفس
من أن تحل منازل الأشرار
قومٌ إذا أرخى الظلام سدوله
فوجوههم فيه شموس نهار
يهدي السراة إلى الوصول إليهم
وسط الظلام سواطع الأنوار
ما ليلهم إلا القيام لربهم
فلهم دويٌّ في دجى الأسحار
أنضاء من فرط العبادة خشّعٌ
لبسوا التقى وتجللوا بوقار
أبطال حرب عند مشتبك القنا
وتلين من فوق يد الجبار
قد طاب طعم الموت في أفواههم
وأتوه ورّادا بلا إصدار
في مأزق ضنك تفرد هوله
لم يروَ في التاريخ والأخبار
جاءت أمية تستحث جيوشها
لترد خيل الله في المضمار
لم ترضَ هاشم أن تضام وسيفها
من ذي الفقار الصارم البتار
فسطت على الباغين أية سطوة
موروثة من حيدر الكرار
ضربا بكل مهند لا يلتوي
طعنا بكل مثقف خطار
وجرت بهم تلك المذاكي ضحوة
فبنت سنابكها سماء غبار
حتى إذا نزل القضاء ولم يكن
إلا الورود لمنهل الأقدار
هوت البدور على الطفوف فيالها
من صدمة في ملة المختار
لولا الظما لم تلق آساد الشرى
صرعى تسترهم ثياب فخار
وقف الحسين فيالها من وقفة
لا جازعا حاشا ولا متواري
ظمآن ملتهب الحشى وفؤاده
من حسرة فيه كوخز غرار
يرنو إلى تلك الخيام ومن بها
قد طالما حجبوا عن الأنظار
فرد تحيط به الأسنة والظبا
خلو من الأعوان والأنصار
الله أكبر أين هاشم قد غدت
وحسينها ملقى على الأعفار
منعت أمية هاشما من شربة
حقدا لبدر راميا بشرار
نهر الفرات ألا طفوت ملبيا
لندا الحسين وآله الأطهار
جفت أصولك يا فرات لحرّ ما
لحق الحسين وأنت ذاك الجاري
العدد 1606 - الأحد 28 يناير 2007م الموافق 09 محرم 1428هـ