العدد 1606 - الأحد 28 يناير 2007م الموافق 09 محرم 1428هـ

تحفة إسلامية تتألق في قرية أبوصيبع

حينما يأتي المساء، تتلألأ الأنوار والأذكار بين أرجائه، ويفوح العطر المحمدي بين جنباته، فتتلاقى النفحات الروحانية في جو مشبع بالدعاء والآيات وتجود معاني ذكرى عاشوراء الحسين (ع) بأرفع القيم الإسلامية والإنسانية، أما في النهار، فتتساقط أشعة الشمس الدافئة باعثة أنفاسا طيبة وراحة نفسية تداعب الوجدان.

في قرية أبوصيبع، يبدو المأتم الجديد الذي بني على نفقة الحاج إبراهيم لطف الله، كالتحفة بحق... فالتصميم الهندسي المستمد من النسق الهندسي الإسلامي بخطوطه القرآنية والبلاط المعرق والرخام، يكشف دقة التصميم ورقي الذوق في التنفيذ، وإذا كانت الشجيرات التي تحيط بالمأتم تتمايل بخيلاء، فإنها تستقبل القادم إلى ردهات المأتم بحميمية بالغة وخصوصا في أجواء ذكرى عاشوراء المقدسة.

أهالي القرية، يشعرون بالاعتزاز بهذا الصرح الإسلامي، فوجود هذا المأتم يعني أن أهل الخير في هذا البلد الطيب ما فتئوا يجودون بكرم لرعاية الشعائر الإسلامية التي تعتبر من الثوابت في المجتمع البحريني، والتي يعتز بها المواطنون من كل الطوائف.

وأقيمت هذه التحفة على مساحة تقارب 1422 مترا مربعا، وينقسم إلى قاعتين سفلية وعلوية مساحة الواحدة منهما تبلغ 19×19 مترا خصصت العليا قاعة للنساء ويمكن استخدامها للمحاضرات والدروس والدورات التدريبية إذ يتطلع القائمون على هذا الصرح إلى أن يتم تنظيم دورات التوعية والأنشطة الاجتماعية التي تعود بالنفع على الأهالي.

ويتميز المأتم الواقع في المجمع رقم 471 ببداية غير تقليدية، فتحت مسمى برنامج «هلال محرم»، يحيي خطباء بحرينيون ليالي عاشوراء في هذا المكان، بحضور مستمعين من مختلف مناطق وقرى المحافظة الشمالية، ومن مختلف أنحاء البلاد ممن يرغبون في الاطلاع على هذه التحفة وكذلك التبرك من خلال المشاركة في المجالس الحسينية.

وفي الزوايا والمداخل، تتوزع فنون الخط العربي التي تحمل لفظ الجلالة وطائفة من الآيات القرآنية الكريمة كتبت بالخطين (الديواني والثلث الديواني) وكذلك الحال بالنسبة إلى الأقواس التي تمثل واجهة المأتم والتي جاءت على شكل مستطيل مفتوح من ضلعه السفلي وتتدرج الأقواس المنفرجة داخله أيضا وعددها خمسة أقواس في واجهة المأتم تسبقها مساحة من الرخام بعتبتين كبيرتين على شكل مخمس الأضلاع.

أما من الداخل، فإن الشعاع الضوئي القادم من أشعة الشمس نهارا من خلال القبة ومن الثريا الكبيرة ليلا يحدث تناغما فريدا مع الزخارف والنوافذ ذات الزجاج المعشق، والقبة ذاتها، محاطة من الداخل بنوافذ زجاجية معشقة منقوش حولها آيات من الذكر الكريم وأسماء الله الحسني.

وتضيف هذه التحفة إلى رصيد الصروح الإسلامية في البحرين صفحة ثقافية إسلامية هندسية جديدة تمثل جانبا من جانب الحياة الاجتماعية والدينية والثقافية في البلاد.

العدد 1606 - الأحد 28 يناير 2007م الموافق 09 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً