انزعج كثيرون من طريقة تجديد البيانات الإسكانية أخيرا، بل وشجب بعضهم العبارات التي صيغت لاجترار المواطن إلى الحديث عن كل «روبية» يمتلكها... أحد المتصلين كان غاضبا إلى درجة أنه لم يكن يعرف كيف يركب الكلمات، وكان تائها - كما كانت الاستمارة - وحين عاد إلى رشده لخص ما يريده في كلمات بسيطة «هل تريد الحكومة أن تعرف حتى نوعية الملابس الداخلية التي ألبسها»!
الجملة التي ساقها صاحبنا على لسانه وإن كانت غير موزونة، إلا أنه أراد من ورائها أن يقول الكثير.
أولا أراد أن يستنكر الطريقة التي خاطبت بها وزارة الإسكان المواطنين بالتهديد والوعيد وكأنها صاحبة فضل على الناس ولم يدرك المسئولون بأن الدستور أقر بأن لكل مواطن الحق في الحصول على منزل يأويه وعائلته.
الأمر الآخر الذي أراد هذا المواطن البسيط أن يقوله هو: لماذا أرادت الوزارة أن تعرف كل شيء عن مدخول الأفراد وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على أنها تريد أن تسقط أكبر قدر ممكن من المواطنين المدرجين على جداولها الطويلة ؛لتخرج لنا في آخر العام وتنشر تصريحا عن انخفاض عدد المستفيدين من الخدمات الإسكانية، لا لأنهم حصلوا على منازلهم بل ؛لأن الوزارة تحولت إلى «FBI» أخرى واكتشفت بأن بعض المواطنين يمتلكون «فلوس» غير معلن عنها ولا تعلم عنها الحكومة شيئا وكان نصيبهم الإسقاط من الخدمة الإسكانية... هذا التعليل الأخير نتمنى أن يكون من وهم خيالنا ونتمنى أن لا نرى مواطنين محرومين من الخدمة الإسكانية.
متصل آخر وفي الموضوع نفسه كان يقول: حكومتنا منعزلة عن ما يجري في بلدان الخليج، ألا تعلم بأن بعض الدول الخليجية توفر المنزل بل وتزوج الشباب وتوفر لهم كل المتطلبات... هذا المتصل كان بحاجة إلى من ينير له عقله ويفهمه بعض الحقائق فحصل على الإجابة التالية: يا أخي أنت في البحرين، لست في تلك الدول التي تتحدث عنها، وبالتالي عليك ألا تحلم بكثير مما يجري هناك لأنك حينها ستحصل على منزل إسكان مجاني حتى وفي البحرين وهذا المنزل يقع في منطقة السلمانية وعنوانه «مستشفى المجانين»! فما كان منه إلا أن رد «يقولون إن هذه الدول فتحت المجال لانضمام الخليجيين إلى الجيش، ليش ما نروح وبعد خمس سنوات بنحصل الجنسية!
دعونا لا نخفي الحقائق، دعونا لا نخفي الأرقام عن العالم، لدينا أسر تعيش في حجرة بل حتى في «عشة»، ولدينا أسر لا تتمكن من الحصول على قوت يومها... لنترك الفضائح في محلها لكي لا يعلم أحد مما نعاني ونتركهم يعلمون فقط عن النعم التي نعيش فيها ويكفينا أن الأسر التي تعيش في «العشة» مكتوب في بطاقاتهم الشخصية أنهم يعيشون في فيلا رقم...!
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1605 - السبت 27 يناير 2007م الموافق 08 محرم 1428هـ