العدد 1605 - السبت 27 يناير 2007م الموافق 08 محرم 1428هـ

أرباح بتلكو في 2006

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

شيء جميل أن تتمكن مؤسسة شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو) من تحقيق أرباح كبيرة إذ ان الأمر يعكس مدى ديناميكية اقتصادنا الوطني. لكن بالمقابل المطلوب من بتلكو أن تقدم الشكر والتقدير لزبائنها عن طريق منحهم خصومات لقاء مساهمتهم في تحقيق الربحية.

تحديدا تمكنت بتلكو من تحقيق أرباح صافية قدرها 89.3 مليون دينار (أي 236 مليون دولار) خلال العام 2006. ويمثل هذا الرقم زيادة قدرها 4.4 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2005. ولغرض المقارنة ليس أكثر، حقق بنك البحرين الوطني ربحا صافيا بنحو 37 مليون دينار (نحو 89 مليون دولار) في الفترة نفسها.

معلومات قليلة

في التفاصيل بلغت قيمة مختلف إيرادات بتلكو 235 مليون دينار في العام 2006 مشكلا نسبة نمو قدرها 11 في المئة. بيد أنه لم يكشف البيان الصحافي أية تفاصيل أخرى مثل قيمة المصروفات التشغيلية والإدارية. للأمانة أشار البيان إلى حجم الأرباح التشغيلية وقدره 84.9 مليون دينار مسجلا نسبة نمو قدرها 10 في المئة.

لا شك أن الصواب هو أن تقوم الشركة بنشر المزيد من التفاصيل وعلى الخصوص العائد على استماراتها في الخارج وتحديدا الأردن في أعقاب شراء 96 في المئة من أسهم شركة «أمنية» للهواتف النقالة. يشار إلى أن بتلكو اشترت غالبية أسهم شركة أمنية في صفقة بلغت قيمتها 415 مليون دولار. وكانت تقارير صحافية في الأردن قد كشفت بأن المبلغ المدفوع مبالغ فيه ويزيد كثيرا عن القيمة الحقيقة لشركة أمنية. كما أن القيمة العالية للشراء أثارت استغراب بعض النواب الأردنيين.

عدم نشر إعلان مدفوع

اللافت أن شركة بتلكو لم تنشر إعلانا مدفوعا في الصحف اليومية تكشف فيه عن التفاصيل المتعلقة بالحسابات المالية للعام 2006 مشفوعة بالأرباح القابلة للتوزيع والمقارنات. بل اكتفت الشركة بنشر تصريح مطول صادر من قسم العلاقات العامة ركز فيه بالأساس على الخدمات التي تقدمها للزبائن.

كما أنه لأمر غريب عدم تنفيذ الشركة لمؤتمر صحافي تعلن فيه نتائج السنة المالية. حقيقة يأخذ على بتلكو ضعف علاقاتها بالجمهور على رغم كونها أحد أهم المؤسسات العاملة في البلاد. فخدمات الاتصالات بأنواعها مهمة بشكل نوعي للناس والمؤسسات والهيئات الحكومية. حقيقة القول لا يكفي أن تصدر الشركة بيانات صحافية بل المطلوب الاتصال المباشر مع الجمهور عن طريق بعض الفعاليات مثل الندوات الدورية إذ يتم دعوة الزبائن للاتقاء بمسئولي الشركة.

المطلوب من متخذي القرارات في بتلكو وهم يرون انتشار أزمة التضخم في البلاد المساهمة الفعلية في التقليل من ضغوطات المعيشة للمواطنين. نقول ذلك على خلفية أن فاتورة الاتصالات تشكل عبئا على كاهل الكثير من الأسر بدليل قيام بعضها بتحديد خدمة الهاتف الثابت للاستقبال فقط. كما أن فاتورة النقال مزعجة لعدد غير قليل من الناس إذ يلاحظ توجه عدد كبير من المستخدمين بشراء بطاقات الدفع مقدما لغرض السيطرة على الموازنة.

ختاما نعتقد أن هناك فرصة تاريخية أمام شركة بتلكو لتقديم الشكر لزبائنها عن طريق إجراء تخفيضات على الخدمات التي تقدمها للجمهور. فضلا عن تحقيق الأرباح الصافية الكبيرة نسبيا قياسا بواقع الاقتصاد البحريني هناك سبب آخر يدعو الشركة إلى رد الجميل للزبائن ألا وهو مرور 25 عاما على بدأ النشاط. أملنا كبير في أن تساهم بتلكو في التقليل من الآثار السلبية لمشكلة التضخم التي تعصف بالبلاد بإعلانها إجراء تخفيضات واسعة على كلفة الخدمات التي تقدمها وخصوصا للجوال والانترنت. السؤال الذي يطرح نفسه هو ستقوم شركة بتلكو بالمساهمة في الحد من تداعيات التضخم أم أن الأمر لا يعنيها جملة وتفصيلا؟

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1605 - السبت 27 يناير 2007م الموافق 08 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً