مضى أربعون يوما على رحيل الوالد الشيخ عبدالأمير الجمري، ولأن المناسبة تصادفت مع موسم عاشوراء فقد قررت العائلة تأخير إحياء الأربعين إلى ما بعد الموسم. المناسبة فرضت نفسها على ملحق «الوسط» لهذا اليوم، الذي احتوى على مقابلة للوالدة أم جميل تحكي فيها بعض جوانب حياتها مع الوالد - رحمه الله - والملحق يحتوي أيضا على صورة لقطع من أكياس النايلون، ومحارم ورقية خضراء، كان يستخدمها الوالد عندما كان في السجن لكتابة خواطره وأشعاره.
الكثير من الكتابات صودرت، لكن بقي شيء منها، كما كان الوالد قد استذكر بعض أبيات الشعر التي نظمها في السجن - من تلك التي صودرت - وسلمها إلى الوالدة قبل رحيله عن الدنيا. ومن شعره السياسي باللغة الفصحى، كتب يقول:
أعبدالأمير عداك الندم
فأنت على ما جرى لم تلم
فصبرا على ما ترى من بلاء
فهذا خيار كبار الهمم
على السجن من أجل شعب يضام
دعوت لإنصافه لن تدن
فسجن كذا موضع للفخار
وقاع بأسمى المعاني اتسم
... إلخ.
وهناك أجزاء من الشعر باللهجة الدارجة، كتب في جانب منه متحدثا إلى زوجته يقول فيه:
لاجل الشعب والقضية يا زهرة، يا ضيا عيوني خذوني
لوحدي ذوله خلوني، وعن النشامى رفاق الدرب ابعدوني
يا زهرة... بس السجن تدرين مكرمة ولا تنسين
احنا لأجل الدين للممتحن عزة ينال
... إلخ.
وفي الملحق، مع عدد اليوم، جانب من الشعر الحسيني الذي نظمه داخل السجن، كما يتضمن الملحق وثائق تنشر للمرة الأولى تتحدث عن أمنيته في تطوير المنبر الحسيني عبر تأسيس «ندوة الخطباء»، وكذلك محاضرة في العام 1974 يطالب فيها بتطبيق نظام الضمان الاجتماعي... وهو مطلب بدا أنه سيتحقق جزء مهم منه في حال بدأت الجهات المعنية بتنفيذ «التأمين ضد التعطل»... بعد 33 عاما منذ أن تحدث عنه الجمري في المجلس الوطني آنذاك.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ