في أول مقابلة صحافية، قالت زوجة الشيخ عبد الأمير الجمري (زهراء يوسف عطية- أم جميل) لـ «الوسط»: إن الجمري «تقدم الصفوف رغم علمه بأن الضربة سوف تأتي عليه، ولكنه اعتبر أن واجبه يحتم عليه الدفاع عن حقوق الناس والوقوف الى جانبهم، وتلك هي رسالة عالم الدين الذين يحيا من أجل رضا الله تعالى».
وأستذكرت «لقد علمت عندما ذهبنا لعلاجه في ألمانيا في منتصف 2002 أن تعب السنين قد نال منه كثيرا، وان لقاءه بالرفيق الأعلى قد اقترب». وقالت «لقد أوفى الشيخ الجمري للشعب، وأهل البحرين هم أهل للوفاء؛ لانهم من أوفى الناس، فقد وقف معهم ووقفوا معه في حياته وبعد مماته، ولم يبخلوا بأعز ما لديهم، كما انه لم يبخل بأعز مالديه، وقضى سعيدا في حياته وسعيدا في مماته، لأنه سخر كل ماللدين من أجل أن ينتشر العدل بين الناس في البحرين».
وعادت أم جميل ببعض من ذاكرتها مع الشيخ الجمري خلال 49 سنة، منذ أن تزوجته في نهاية الخمسينات حتى فراقه في الثامن عشر من الشهر الماضي.
وقالت لـ «الوسط»: «كان الشيخ يتناقش معي في كثير من شئونه، وكنت أؤيد إصراره ونضاله، وأشجعه وأقوي من عزيمته، وكان يستجيب لآرائي كثيرا، كان يقول: إن آرائي تفيده، لكنه أبدا لم يقبل التنازل عن مواقفه، حتى عندما كنت خائفة عليه، كنت أطلب منه ألا يكون رأسا فيضرب، فأبى إلا أن يكون الرأس عندما احتاج إليه الناس، وكان يقول لي دائما: منذ خلقني الله تعالى وأنا استجيب للناس، حتى تأتي على رأسي الضربة هذا قدري». وأضافت «كان الشيخ طيبا جدا، لم أجد شخصا أطيب منه...».
التفاصيل في الملحق الخاص مع عدد اليوم «اربعون يوما على رحيل الشيخ الجمري»
العدد 1604 - الجمعة 26 يناير 2007م الموافق 07 محرم 1428هـ