لقاء وزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب صباح أمس مع بلدية المنطقة الشمالية بشقيها (الجهاز التنفيذي والمجلس البلدي)، كان مثمرا جدا وتلمست من خلاله رغبة حقيقية لدى الوزير في نقل مناطق وقرى من الحضيض إلى مصاف الأحياء والمناطق الراقية، ولكن المشكلة تكمن في التطبيق بعيدا عن العواطف والميول. ثلاثة وزراء تعاقبوا على وزارة «البلديات» قبل مجيء بن رجب، وكان لدى بعضهم حماسة مقاربة لحماسته ورغبته في التغيير، ولكن عندما تدارسوا الأمور من جميع نواحيها، اكتشفوا أن هناك أمورا يصعب تخطيها أو القفز عليها لكونها متأصلة في الجذور، فضلا عن وجود عقليات تأبى أن تشهد إصلاحا وتكون غير متصدية إليه. جميل أن يكون لدى وزير كل هذه الأفكار التي تحدث عنها بن رجب بالأمس عندما أفصح عن رغبته في استغلال موازنة الوزارة من أجل تأهيل وتدريب الكوادر الوظيفية في البلدية وإيصالها لأعلى المستويات الدراسية، وتأكيده أن مبدأ المحاصصة لم يعد له وجود، فأية محافظة لديها احتياجات تخصص لها المبالغ التي تلاءم هذه الاحتياجات سواء أكانت كبيرة أو صغيرة، إلى جانب توضيحه أن المخطط الهيكلي العام للمملكة لن يمر من دون مصادقة المجالس البلدية عليه بعد أن تكون قد ناقشته وأبدت رأيها فيه. المهم الآن ليس ما قاله بن رجب أمس ولكن إيجاد الوسيلة التي يمكن من خلالها تحقيق هذه الآمال والتطلعات والوعود، بعيدا عن البيروقراطية والتشكيك في الآخر والتصيد في الماء العكر.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1603 - الخميس 25 يناير 2007م الموافق 06 محرم 1428هـ