العدد 1603 - الخميس 25 يناير 2007م الموافق 06 محرم 1428هـ

إلاّ الإمام الحسين (ع)...

محمد المخلوق comments [at] alwasatnews.com

يتردّد كلامٌ كثيرٌ منذ زمن بعيد لا يخلو من استفهام عن صحة المنقولات عن كربلاء، وهنا أقف وقفة إعجاب أمام التيار الراديكالي الذي يرفض هذه الهجمة من خلال تحقيقاته العلمية، فله الفخر بمقارعة الإشكال بالحجة.

وأشيد هنا بالوقفة الشجاعة له للإعلان أن «ما يذكر في المقاتل والسِّيَر وينقل على المنابر من وقائع الطفّ ويوم عاشوراء مما جرى على الحسين وأصحابه (ع) أكثره غير محقّق، ولم يخضع لمعالجات علمية تحقيقية من قبيل التي خضعت لها أحكامنا الفقهية على سبيل المثال» (المرجع اللنكراني)، من دون أن يعني ذلك نفي القضية أو كثير من تفاصيلها فـ «ثبوت حوادث كربلاء على نحو الإجمال حاصل بالتواتر وبالأخبار المعتبرة الواردة عن أهل البيت (ع)، وأمّا تفاصيل الحوادث فتُطلب من كتب متعدّدة» (المرجع التبريزي).

واقعا، السؤال عن صحافة كربلاء، بين العدو والصديق، بين المعارضة والموالاة، يفرض نفسه، والقضية ليست بعيدة عنا حينما تستشهد «المنار» بقناة العدو لتثبت للعالم كلاما تقوله هي؛ لأن هذا العالم البغيض يقبل الحقيقة من العدو فقط، متصرّفا بقول الشاعر «والحقّ ما شهدت به الأعداء»، إلا أنه يعود ليشكّك حتى فيما تقوله صحافة يزيد نفسه عن كربلاء!

صحافيون كُثُر حضروا كربلاء مضافا إليهم أصحاب القضية أنفسهم الذين بقوا حتى توثيق شهاداتهم، فالسيدة زينب (ع) والإمام السجاد (ع) وبقية العائلة النبوية كانوا حَمَلة المشعل والشهادة على الأمة المُقاتِلة والمدينة الخائنة. أما الصحافيون فينبغي الالتفات إلى أن منهم بعض أنصار الإمام الحسين الذين لم يُقتلوا وإنما وقعوا في الأسر، ورووا الواقعة بتفاصيلها، وأسماؤهم موجودة ومدونة في كتب التاريخ من قبيل عقبة بن سمعان وأمثاله. وهناك صحافيو العدو أمثال: حميد بن مسلم، كل ذلك مضافا إلى الاعترافات الحيّة التي أدلى بها الجناة لاحقا في مجلس المختار الثقفي، لتنقل لنا جانبا من بشاعة ولا إنسانية تلك الحرب، ولربما يكون ما تم تغييبه أكثر وأقسى.

واقعة الطفّ جريمة، تميّزت بأنها وقعت على إنسان ينطوي بين جوانحه على عزيز على كل مسلم وإنسان، وحريّ بكل المسلمين الذين ينادون «إلاّ رسول الله»... الاستنفار لإحياء عاشوراء معنا، أولم يقل نبي الأمة: «حسين مني وأنا من حسين»؟

العدد 1603 - الخميس 25 يناير 2007م الموافق 06 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً