العدد 1603 - الخميس 25 يناير 2007م الموافق 06 محرم 1428هـ

كفانا جرائم

علي الشرقي ali.alsharqi [at] alwasatnews.com

قتل، سرقات، دعارة، نصب واحتيال... حوادث سير، هذه أبرز الجرائم التي تحفل بها الصحف المحلية عندنا وبشكل يومي، حتى بات المواطن وغير المواطن لا يؤمن على نفسه وعياله، وبيته وممتلكاته، فإلى أي منحدر وصلنا؟

وإلى أين نحن سائرون؟

لقد عشنا سنوات وسنوات، ونحن نتمتع بالأمن والأمان، أبواب بيوتنا مفتوحة في الليل والنهار، وسياراتنا مركونة خارج بيوتنا، ومن دون أي مرآب (طبيلة)، وأطفالنا يلهون ويلعبون في الشوارع والأزقة ومن دون أن يتعرضوا لأي مكروه، ونساؤنا وبناتنا يعشن الاطمئنان وهن غاديات رائحات ليلا ونهارا لأن دواعي الخوف غير موجودة آنداك.

ومضت تلك السنوات «السمان» بنعيمها الأمني، وجاءت سنوات أخرى «عجاف» أصبح الناس فيها يعيشون القلق والاضطراب على مجمل حياتهم، القلق على أنفسهم أن يتعرضوا إلى أي اعتداء مسلح أو غير مسلح من قبل شخص معتوه يبحث عن أية غنيمة «يعدل» بها أمور حياته التي تميل إلى الفقر والحاجة، أو من قبل شخص لا يقنع ولا يشبع إلا بالحرام. المتمثل في النهب والاعتداء، على أي شيء من أموال الناس وممتلكاتهم التي صانها الإسلام وجعل لها حرمة لا تقل عن حرمة الدم والعرض.

أما عن «الدعارة» المنتشرة في ربوع بلادنا فحدث ولا حرج، فلا يكاد يمضي يوم أو أكثر من دون أن نقرأ في صحفنا المحلية عن جرائم من هذا النوع أبطالها عرب وخليجيون ومن دول أخرى شرفت أقدامها تراب بلادنا العزيزة لكسب الدولارات والريالات والدنانير، مما يكسبونه من مصدر «الدعارة» المقنعة والمكشوفة ولكن السؤال - أو الأسئلة - التي تفرض نفسها هنا، كيف دخلت هؤلاء «الداعرات» وبأي مبرر، وتحت أي وصف وظيفي؟ ومسئولية أي كفيل؟ هل نزل هؤلاء من السماء، أو خرجوا من باطن الأرض؟ أين التحري والمحاسبة؟ وأين لجان التفتيش من قبل الجهات المسئولة؟ وما هي الإجراءات المتخذة أو الواجب اتخاذها تجاه هؤلاء الذين دنسوا بلادنا مقابل دخل حرام ملأوا به جيوبهم وبطونهم ودشنوا به مشروعاتهم المنتشرة هنا وهناك، ومن دون أن يحسبوا لهذا الشعب الطيب أي حساب، ما دامت الغاية عند هؤلاء تبرر الوسيلة.

الكل يعرف من المسئول مسئولية مباشرة عن حفظ الأعراض والأرواح والدماء من أن تتعرض لأي مكروه، لتصبح بلادنا حقا «بلد الأمن والأمان» و «كفانا جرائم».

إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"

العدد 1603 - الخميس 25 يناير 2007م الموافق 06 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً