بعد أن اختتم مؤتمر حوار المذاهب الإسلامية فعالياته يوم الاثنين الماضي في العاصمة القطرية (الدوحة) - والذي شهد مشادات كلامية عنيفة وأبرز الهوة التي تفصل الأطراف المتحاورة بين سنة وشيعة - اشتعلت مواجهات في الساحة اللبنانية حملت طابعا شبه مذهبي وهذا ما ينذر بهرب مذهبية انتقلت عدواها من العراق الذي يعيش أكبر الحروب.
ومن هذا المنطلق تتزايد المخاوف من انتقال عدوى المواجهات المذهبية من الساحتين اللبنانية والعراقية إلى كل بقعة إسلامية عربية خصوصا في ظل تحويل كل خلاف سياسي إلى خلاف أصولي أو مذهبي. فبينما تتعاظم الهوة لتسود الفرقة شيئا فشيئا؛ تستغل العقارب السوداء هذه الهوة وتزرع أصولها. وتقف في جانب واحد لتحرض طرف على طرف لتصل إلى مبتغاها، فتتبع القاعدة المعروفة (فرق تسد).
ومن هذا المنطلق نرى واشنطن التي كانت أول من دخل العراق بمزاعم التحرير، تعيث فيه فسادا وتنبت بذور الفرقة في سبيل أن تنال المبتغى - النفط واليورانيوم اللذين يشكلان المصادر الأساسية للطاقة في أميركا - في طريق للتملك وفرض السيطرة.
وفي الجانب الآخر من شبه الجزيرة العربية، وفي بيروت بالتحديد، ما زالت واشنطن تحض الحكومة المؤيدة لسياسة أميركا على عدم الانصياع إلى مطالب المعارضة المؤلفة من تيارات متعددة أكبرها التياران المسيحي والشيعي، لتحول حرب سياسية إلى حرب مذهبية تعيد لبنان إلى عصر الحرب الأهلية؛ كي تغض الأنظار عن الممارسات الوحشية لـ «إسرائيل» التي ذلها حزب الله في الحرب الأخيرة، لتهدم بيروت وتدمر أحد أطراف المعارضة التي تقف في وجه «الدولة العبرية».
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1603 - الخميس 25 يناير 2007م الموافق 06 محرم 1428هـ