بعد الزوبعة الكبيرة التي أثارها نواب 2002 في نهاية عمر المجلس النيابي السابق، وبعد الشد والجذب الذي شهدته الساحة السياسية البحرينية في الصيف الماضي أثناء مناقشة السلطة التشريعية للموازنة العامة للدولة للعامين 2007/ 2008، عاد الكثير من النواب ممن بصموا بأصابعهم الخمس على تمرير تلك الموازنة يتباكون الآن على عدم تغطية المشروعات الإسكانية لحجم الطلبات المتراكمة لدى وزارة الأشغال والإسكان، وغياب الكثير من الخدمات التي يحتاجها المواطن. من شاءت الأقدار لهم أن يجلسوا مرة أخرى تحت قبة البرلمان، لم يخفوا امتعاضهم واستياءهم من عدم اتخاذ خطوات فعلية من الجانب الرسمي تكون المعول الحقيقي لخفض أعداد الطلبات الإسكانية، نواب 2002 ومن عاد منهم تحديدا إلى البرلمان مجددا أرهقوا من الصراخ في جلسة الثلثاء الماضي للمطالبة بتحسين مستوى معيشة المواطن، فمنهم من نقل عن أوضاع أسر لا تلقى ما تسد به جوعها وشبح الجوع الذي يلاحقهم في كل يوم، وآخرون نقلوا مآسي السكن المتزايدة يوميا، والكثير من القضايا التي ضجت بها جدران المجلس.
اليوم عادوا ليتباكون بعد أن صوّتوا على ضخ الأموال إلى موازنات الوزارات الأمنية التي وصلت ذروتها في وزارة الدفاع بمعدل 200 مليون دينار سنويا، وفي المقابل أهمل المواطن، وتراجع مستوى الخدمات بشتى صنوفها، فهل ينفع التباكي الآن؟
العدد 1602 - الأربعاء 24 يناير 2007م الموافق 05 محرم 1428هـ