العدد 1602 - الأربعاء 24 يناير 2007م الموافق 05 محرم 1428هـ

فوق هام السحب يا أحمر

يونس منصور Younis.Mansoor [at] alwasatnews.com

رياضة

أعجز أن أخط حرفا بقلمي، ذلك البريق الأحمر اللامع الذي تلألأ كالبرق في سماء دار زايد الخير على أرض ملعب محمد بن زايد في نادي الجزيرة، أحمر هادر تدفق كالينابيع من أعالي الجبال فانسكب في أرض العطاء ليؤكد من جديد أن الأحمر أكبر من أن يولي الدبر خاسرا خارجا من خليجي 18.

الفوز الذي حققه منتخبنا يوم أمس على المنتخب القطري جاء ليؤكد حقيقة واحدة لاشك فيها هي أن زمان الأحمر لم ينته فهنيئا لمملكتنا بهذا المنتخب البراق.

للفوز طعم ونكهة ونشوة خاصة لا يشعر بها إلا من ذاق حلاوتها وطراوتها، فمنتخبنا أصبح أنشودة يتغنى بألحانها العذبة الصغير قبل الكبير، وأثبت أنه جدير بالمنافسة على اللقب الخليجي، الأحمر يوم أمس كان رائعا ومبدعا وسيكون بإذن الله مواصلا لهذا الإبداع، فلاعبونا قادرون على تذليل واجتياز كل الصعوبات التي تعتري وتقف أمام مسيرتهم الكروية.

الأحمر حقق الأهم وهو الفوز، واستحق وسام الشجاعة والتفاني وتأهل للدور نصف النهائي، وعلى المنتخب العماني أن يحذر «فتسونامي الأحمر سيبتلعه وسيغرقه»، الضغوط تزداد ولكن لكل مرحلة وقتها وخططها، والمنتخب الوطني بحاجة إلى ترتيب أوراقه من جديد لأن القادم أصعب، وإن كان لا بد من نصيحة فعلينا نسيان وتأخير الفرح إلى نهاية خليجي 18 عندما يعود الأحمر متوشحا برداء البطل...

للفرح وجوه كثيرة وللحزن لون واحد، إنها ليلة حمراء ردّ بها لاعبونا اعتبارهم واعتبار الكرة البحرينية، لقد أظهر نجومنا معدنهم الأصيل، فعند الشدائد تظهر الرجال وفي اللحظات الصعبة تكتشف الأمور، اليوم فقط نستطيع الفرح ولو قليلا بانتظار المقبل.

فوز وانتصار بطعم الشهد والسكر... لم يكن مجرد فوز، لكنه كان اختبارا للإرادة... إرادة لاعب ينسج من خلالها إرادة وطن.

هذا هو معدنك يا «الأحمر»... هذه هي حقيقتك وهذا هو عشمنا فيكم يا نجوم الأحمر.

هل تعرف قيمة الفرح في زمن عابس وكئيب؟... لقد عادت لنا الابتسامة بنصر غال وثمين وأداء ناجح وناجع لا تشوبه شائبة.

شكرا لعبدالرحمن الذي جلب لنا الأمان... شكرا للمرزوقي الذي كان بحق درعا واقية... شكرا لطلال قائد الأبطال... شكرا للدوسري وحبيل الصغير الذي أكد أنه كبير... شكرا لبن سالمين الذي على رغم النقد كان أمينا... شكرا للأباتشي الحائرة وبانطلاقاته العابرة سلمان عيسى... شكرا للفتى الذهبي الذي عاد محلقا في سماء النجومية وكأنه طائرة حربية لا يكشفها الرادار علاء فوق هام السحب ومعه علم المملكة عاليا يرفرف براية العز والفخر... شكرا لجميع الأبطال.

في ثنايا التاريخ أسماء أعطت فحق لها أن تسكن مدن الضوء والشهرة وأن تتوسط القلوب... أسماء أعطت بسخاء بلا منة ومن دون ضجيج... شعارها الفعل يسبق القول والعمل هو الهدف والغاية، أسماء حضرت وأنجزت وصنعت الكثير فمرحى بهم.

آخر الكلام... الوطن يستوعب الجميع.

إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"

العدد 1602 - الأربعاء 24 يناير 2007م الموافق 05 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً