بينما بدأ أصحاب الأعمال وعدد غير قليل من المؤثرين في السياسة العالمية التوافد أمس في جنيف حضور اعمال المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) ينعقد في العاصمة الكينية، نيروبي، مؤتمر مواز اطلق عليه منظموه مسمى «المنتدى الاجتماعي العالمي»، وهو مضاد للعولمة، ويعتبر الداعون الى مفاهيم العولمة هم الذين يزدادون غنى على حساب الفقراء الذين يزدادون ايضا في العالم. مؤتمر نيروبي اتخذ عنوان «من الممكن تحقيق عالم أفضل» كشعار للمشاركين في دورته السابعة، وحدد المؤتمر «إفريقيا» محورا لمناقشاته، بعكس مؤتمر جنيف الذي يدور حول أوروبا وأميركا والدول الغنية، وتطرق الى مشكلات العالم من وجهة نظر الذين يستفيدون من العولمة. انطلقت الدورة الأولى للمنتدى المضاد للعولمة في 2001 في البرازيل، ومنذ ذلك الحين بدأ باستقطاب الحركات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني المقموعة في الدول الدكتاتورية الذين يحاولون التطرق الى الموضوعات التي تهدد العالم من وجهة نظر حقوقية شعبية وعالمية. فالحق في الحصول على الماء واجب على النظام العالمي الذي ينادي بالعولمة، والقضاء على الفقر واجب على من يستفيد من الامكانات الاقتصادية العالمية، وحق التنمية واجب على النظام العلمي، والحفاظ على المجتمعات المحلية وعاداتها وتنميتها لتصل الى مستوى معيشة افضل حق للمجتمعات الفقيرة وواجب على من يمسك بمقدرات العالم.
الدول الأوروبية والولايات المتحدة واليابان لديها وزارات ووكالات تطلق عليها مسمى «التنمية الدولية» وهي معنية بمساعدة الدول الأقل حظا في العالم. ولكن هذه الوزارات والوكالات تربط المساعدات بصفقات بين الحكومات في تلك الدول مع مصالحها، وفي بعض الأحيان فإن ما تحصل عليه الدول الفقيرة تخسره من خلال شراء أسلحة ومعدات دمار من الدول الغنية. الملاحظ ان الاتجاهين العالميين، الذي يقود العولمة، والذي يقود نشاطات مضادة للعولمة، يتحركان على أساس عالمي واسع، ولكن منظمات المجتمع المدني في بلداننا العربية ليست ذات تأثير ملحوظ في التحركين، وهذا يعني اننا لسنا ذات أهمية ونفوذ عالمي سواء كنا في هذا الجانب او ذاك، على رغم أن كثيرا منا يتصور اننا مركز العالم.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1602 - الأربعاء 24 يناير 2007م الموافق 05 محرم 1428هـ