الأخبار الواردة من لندن تقول إن مجموعة من الفوضويين الذين يطلق عليهم في بريطانيا مسمى «سكواترز» قد احتلوا مبنى السفارة البحرينية القديم والمهجور منذ أربع سنوات وإن السلطات البريطانية تحاول إجلاءهم.
وكالة أنباء البحرين بدت مرتبكة جدا في نقل الخبر، وأرسلته ثلاث أو أربع مرات، وكل مرة تغير فيه كلمة، ومن ثم تعيدها. والحقيقة إنه لاداعي للارتباك، فأخبار مجموعات الـ «سكواترز» معتادة في بريطانيا.
تعبير «سكواترز» مستمدة من «سكوات»، وهي طريقة الجلوس «متربعا»، وهي تطلق على تلك المجموعات التي تتحرك على أساس منظم في كل أنحاء بريطانيا لاحتلال أي بيت مهجور والسكن فيه. والقانون البريطاني يحاول أن يعالج المشكلة منذ سنوات طويلة ولكنه يبدو مازال عاجزا في بعض جوانبه عن القضاء على تلك المجموعات التي ترتبط فيما بينها عبر شبكة من الاتصالات وتوجد لديها إمكانات داعمة لتنظيمها وخبرات قانونية ومعلومات عن المباني والمنازل المهجورة التي يمكن احتلالها، وطريقة كسر أبوابها، ومن ثم التحصن لإطالة البقاء في حال اكتشف المالك الذي هجر مكانه وجودهم.
وعلى رغم أن الحركة ينتمي إليها فوضويون، فإنها تنطلق من مبدأ وجوب توفير الدولة السكن لكل المواطنين بحسب استطاعتهم، وفي حال عجزت الدولة عن ذلك، فإن من حق الشخص أن يسكن في أي مكان يراه مهجورا. ويتطلب الأمر قرارا من القضاء لإخلاء هؤلاء الفوضويين من المكان الذي يحتلونه، وهو أمر قد يطول أحيانا.
وفي سنوات مضت، تفاجأ بعض الإخوة البحرينيين في أحد الأيام بأن قفل المنزل الذي كانوا فيه قد تغير، وعندما نظروا في الداخل وإذا بعدد من الأشخاص قد احتلوا المكان. وبعد اتصالات عدة، قال المحامي إن الأمر يتطلب قرارا قضائيا لإخراج الـ «سكواترز»... غير أن أحد الأشخاص كانت لديه فكرة أخرى، إذ قام مع عدد من الإخوة (من أصحاب العضلات) بمراقبة المكان وانتظروا فترة حتى بقي شخص واحد من الفوضويين في المنزل، ووجدوا لهم وسيلة ودخلوا المنزل وقاموا بطرد الشخص ورميت أغراضه وأغراض من معه في الخارج... واستسلم الفوضويون من دون الحاجة الى استصدار قرار قضائي.
وعليه، فلم يكن هناك سبب أمس للارتباك لدى وكالة الأنباء البحرينية (بنا)، وكما بدا أن من يعمل لصالحهم في لندن ليس فاهما ما يجري هناك، فأخذ الخبر يربكهم، وهم كادوا يربكون غيرهم من دون الحاجة إلى ذلك.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1602 - الأربعاء 24 يناير 2007م الموافق 05 محرم 1428هـ