على طريقة الملكة الفرنسية ماري أنطوانيت، التي اتجه إليها فقراء شعبها يطالبون بالخبز، فردت عليهم بقولها الشهير «لتأكلوا البسكويت»، يبدو أن هناك بعض المسئولين يصرون على أن الحل «المثالي» لأزمة الغلاء المتزايد في الأسعار في البحرين هو «ترشيد» الاستهلاك.
الترشيد هنا هو البسكويت الذي اقترحته الملكة الفرنسية لأبناء شعبها عندما طالبوها بالخبز الذي لا يجدونه لقوت يومهم. ردها كان ذا رمزية عالية تناقلتها الأجيال، لأنه يقول بأن عقلية هذه الملكة المحترمة لم تصل لمستوى يتفهم لماذا لا يجد هؤلاء الخبز، ولماذا لا يأكلون البسكويت بدلا عنه؟، بدلا من إزعاجها في قصرها الفخم الذي لم يشهد قبلا نقصا في خبز أو في غيره.
يطالب بعض المسئولين المواطنين بأن يواجهوا ارتفاع الأسعار بالترشيد، وربط الحزام، والتقشف، في حين لا يعلمون (أو ربما يعلمون) بأن الكثير من المواطنين متقشفون من الأساس، ربطوا الحزام منذ زمن، ليس رغبة في الترشيد، وإنما - ببساطة - لأنهم لا يملكون غير هذا الحل. حل المسئولين «المثالي» هذا يصور المواطنين على أنهم مسرفون لا يعرفون كيف يرشدون استهلاكهم وقت الأزمات، في الوقت الذي تعاني فيه شريحة كبرى من المواطنين - في مجتمع غالبيته من ذوي الدخل المحدود - من أزمة حقيقية تمس مواد استهلاكية يعيشون عليها، فبالنسبة الى المواطن البحريني الذي ينتهي دخله بحلول منتصف الشهر، يبدو مبدأ «الترشيد» مستفزا إلى حد بعيد، تماما مثل «البسكويت».
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1601 - الثلثاء 23 يناير 2007م الموافق 04 محرم 1428هـ