العدد 1601 - الثلثاء 23 يناير 2007م الموافق 04 محرم 1428هـ

الإسكان... لا شيء أبدا... أبدا ألبتة!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

من أجل تسلم علاوة 100 دينار يجب ألا يتعدى دخل الأسرة (الزوج والزوجة) 500 دينار. يحدث ذلك في ظل زيادة أسعار النفط بثلاثة أضعاف على ما كانت عليه حين إقرار الموازنة! السؤال المنطقي الذي يجب أن يعرف إجابته من قام بتحديد معيار الخمسمئة دينار هو: أين تذهب تلك الخمسمئة دينار؟ المواطن البحريني يئن تحت الوطأة المتعاظمة من المطالبات واليوميات التي تمطره بها الالتزامات المتعددة قبال الدولة، إضافة إلى الديون المتراكمة من المصارف التجارية أو الجمعيات التي يشتركون فيها وتقتطع جزءا ليس بيسير من دخلهم، ناهيك عن فواتير الكهرباء والهواتف، ومتطلبات الحياة الزوجية ومصاريف الأولاد من تعليم وكسوة وطبابة ومطالب لا تنتهي... لا تنتهي أبدا، أبدا ألبتة... فارحمونا يا مسئولون ويا سادة يا كرام!

أي عقل وأي منطق يساند دعوات التقشف والتقتير تلك التي يمارسها المسئولون في الدولة؟ في الدول الخليجية الشقيقة انعكس ارتفاع سعر برميل النفط على واقع الحال لدى شعوبها، وفي البحرين مازلنا «نشحذ وانطر» طرارة غير مقطوعة لتحقيق بعض المطالبات والحقوق الأساسية ونطالب بتوفير الخدمات التي تلزم الدولة دستوريا تقديمها وتوفيرها للمواطن ومنها الحق في الحصول على سكن ملائم. هل السكن الذي توفره الدولة هو سكن ملائم؟ أبدا، أبدا هو غير ملائم ألبتة!

ما المردود الإيجابي المباشر على حال المواطن البحريني من ارتفاع سعر برميل النفط من 20 إلى 60 دولارا أميركانيا؟ لا شيء، لا شيء أبدا، أبدا ألبتة! مادام الأمر كذلك، إني ومجموعة من المواطنين سندعو الله ألا ترتفع أسعار برميل النفط مرة أخرى أبدا، أبدا ألبتة!

لماذا ندعو بارتفاعه وهو يمارس طغيانه وكارثيته على نفوسنا؟ لا نريده أن يرتفع كيلا تحترق قلوبنا على تلك الدولارات التي لا تعرف طريقها إلى جيوبنا أبدا، أبدا ألبتة!

لماذا هذا العزوف والتقتير عن رفع مستوى معيشة المواطن البحريني؟ هل هذا نابع من الحب الكبير الذي يكنه المسئولون لنا كمواطنين؟

الحب معناه العطاء، والعطاء يتوجب الابتعاد عن البخل والتقتير للحبيب! والعملية تبادلية؛ فهذا الشعب الطيب يحب بلاده ودولته التي هي تبادله هذا الحب بمزيد من المشروعات الإسكانية الوهمية التي لا يراها إلا في الخيال وفي «ترزز» المسئولين أمام وسائل الإعلام... وليس لهذه المشروعات نصيب على أرض الواقع أبدا، أبدا ألبتة!

المواطن البحريني طيب جدا إلى الحد الذي فاق التصور، ومع ذلك يتلذذ بعض المسئولين بممارسات غير إنسانية مع المواطنين ويعاملونهم مواطنين من الدرجة العاشرة! وفي ذلك قصة نرويها في الأيام المقبلة.

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1601 - الثلثاء 23 يناير 2007م الموافق 04 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً