العدد 1601 - الثلثاء 23 يناير 2007م الموافق 04 محرم 1428هـ

الوقود الحيوي 2/3

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كانت الطاقة الحيوية وغيرها من أنواع الطاقة المتجدّدة، طِوالَ العقود الماضية، موضوعَ الكثير من الإعلانات والالتزامات الدولية حول التنمية المستدامة، ويمكن سرد قائمة من أهم تلك الفعاليات:

- مؤتمر الأمم المتحدة حول مصادر الطاقة الجديدة والمتجدِّدة، في العام 1981 والذي تمّ فيه تبنّي خطّة نيروبي للعمل حول مصادر الطاقة الجديدة والمتجدِّدة.

- مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية: ففي «جدول أعمال القرن 21»، تمّ التأكيد على دور الطاقة الحيوية في الفصول التي تتعامل مع حماية الغلاف الجوّي؛ ومكافحة إزالة الغابات؛ وتعزيز الزراعة المستدامة والتنمية الريفية.

- إعلان الأمم المتحدة بشأن الألفية: فعلى رغم أنّه لم يتمّ التعاطي مع الوصول إلى الطاقة كأولويّة في الأهداف الإنمائية للألفية، فإن معظم هذه الأهداف لها أثر مباشر على الطاقة، لاسيّما الهدف الأوّل (اجتثاث الفقر المدقع والجوع) والهدف السابع (كفالة الاستدامة البيئية).

- مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة: تبوّأت الطاقة موقعا متقدّما على جدول الأعمال. ويركّز مفهوم على خمسة مجالات مواضيعية رئيسية وهي: المياه والطاقة والصحة والزراعة والتنوّع البيولوجي. ووفقا لإعلان جوهانسبورغ، يجب اعتبار الطاقة حاجة إنسانية على قدم المساواة مع الحاجات الإنسانية الأخرى (المياه النقيّة، الصرف الصحي، المأوى، الرعاية الصحية، الأمن الغذائي، التنوّع البيولوجي). كما أنّ عددا من فصول خطّة التنفيذ التي تمّ تبنّيها تشير إلى النشاط في مجال الطاقة الحيوية.

- اللقاء الدولي المعني بمصادر الطاقة المتجدِّدة الذي انعقد في مدينة بون بألمانيا في يونيو/ حزيران 2004: كان هذا التجمّع هو الأوسع الذي يُعقَد حول هذا الموضوع. وقد تمّ التشديد خلاله على الطاقة الحيوية بوصفها أحدَ أكثر المصادر الواعدة للطاقة مستقبلا. وقد تبنّى المؤتمر إعلانا سياسيا وبرنامجا دوليا للعمل، وهما يُعتبَرانِ إسهامينِ مهمّين في عمل لجنة التنمية المستدامة التي ستُركِّز على الطاقة خلال اجتماعاتها في العامين 2006 و2007.

- مبادرات أخرى متفرقة شجّعت الطاقة الحيوية: مرفق البيئة العالمية، وفرقة عمل مجموعة البلدان الصناعية الرئيسية الثماني المعنية بالطاقة المتجدِّدة؛ ومبادرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول الطاقة من أجل التنمية المستدامة؛ إضافة لبرامجَ خاصّةٍ تهدف إلى دعم الطاقة المتجدِّدة من خلال المؤسسات المتعدّدة الأطراف مثل البنك الدولي، ومصرف التنمية للبلدان الأميركية وغيرها من المؤسّسات.

ولا يخلو الوقود الحيوي من المشكلات. وتسير شركات الوقود الكبرى بمعدل بطيء في استخدام مضخات (إي 85). وقال رئيس الرابطة الألمانية لصناعة النفط كلاوس بيكارد إن الوقود (إي 5) أو (إي 85) يتطلب مساحة تخزينية أكبر في خزان الوقود لانه لا يمكن خلطه بالبنزين التقليدي. كما حذر صندوق الطبيعة العالمي من أن إنتاج الوقود الحيوي واستخدامه «يمكن أن يكون له عواقب بيئية خطيرة على نواحٍ أخرى مثل إدارة المياه وقطع الغابات والانتاج الزراعي والغذائي».

وبينما يرحب الصندوق من حيث المبدأ باستخدام الوقود الحيوي كوسيلة للحد من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، لكنه من جهة أخرى حذر من أن استخدام هذا الوقود يجب أن يكون مصحوبا بتخطيط للأراضي الزراعية وأحواض المياه للحفاظ على التنوع الحيوي.

وقال ألكسندر فارييل من جامعة بيركلي في كاليفورنيا إن الحل قد يكون في الجيل الثاني من الوسائل المتطورة لانتاج الايثانول مثل تقنية السلولوز التي تحول ألياف النبات ورقائق الخشب إلى إيثانول.

مثل هذه المشكلات هي التي قادت إلى مسألتين فيما يتعلق بتطوير نقاء الوقود الحيوي:

الأولى، هي محاولة زيادة نقاء الوقود الحيوي وخلوه من أي إنبعاثات ملوثة مضرة بالبيئة أو ملوثة لها.

الثانية، هي البحث عن مصادر جديدة لتلبية تنامي حاجة الإنسان من مصادر طاقة حيوية جديدة.

وهذه المسألة الأخيرة كانت من الدوافع التي قادت البحث العلمي نحو الوقود المستخرج من الحيوانات وعلى وجه الخصوص الأبقار.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1601 - الثلثاء 23 يناير 2007م الموافق 04 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً