العدد 1601 - الثلثاء 23 يناير 2007م الموافق 04 محرم 1428هـ

«التطبير»... أرثوذكسية ضد الحسين

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

أحد الزملاء يقول هي «ظاهرة لن تتغير... فلا تشغل نفسك بها». وآخرون يحذرون من ردة فعل الفئات المؤيدة لها تجاهي، تقول زميلة «لا تفتح على نفسك بابا لن يغلقه أحد». ما بين انقطاع الرجاء في أن يكون لـ «العقل» حيز من التفكير تجاه هذه الممارسات «الدخيلة» على عاشوراء. و»الخوف» من أن تتعرض لباب مفتوح من «الانتقادات» التي قد تصل حد «الوعيد» و»التهديد» أجد زاوية ثالثة من الرؤية، مقتضاها: أن السكوت عن هذه الممارسات اللإنسانية لن يأتي بجديد، وإن آثرنا الصمت عنها، فعلينا أن نصمت عن ممارسات أخرى (لا إنسانية أيضا) تقوم بها غير طائفة من طوائف المسلمين هنا، وهناك. ما هو أبعد من جدليات الفقه والاستباط والطعن أو الارتكاز على ضعيف الروايات عن ظاهرة «التطبير» والمناقشات العدة التي دارت بين الكثير من الفئات الشيعية ومرجعياتها حولها هي تلك الصورة السلبية عن المسلمين في الخيال الغربي، والتي ساهم التطبير بطريقة أو أخرى في صناعتها. ذلك الغرب الذي لا نلومه حين يستثمر مثل هذه الممارسات الغريبة في بناء مساحة وحدود فهمه لنا بصفتنا متوحشين أو لا إنسانيين أصلا. وتكمن المشكلة في أن هذه الفئات - التي مازالت مصرة على المضي في مثل هذه الممارسات اللاعاشورائية - لا تدرك حجم الضرر الذي ترمي به على المسلمين جميعا. «التطبير» والذي لا يختلف عن أية من ممارسات الإرهابيين وقاطعي الرؤوس الجدد في العراق لن تكون الدعوة لنصرة «الحسين» (ع) المبرر الذي نقبل بها من خلاله. هذا الارتكاز المغلوط المتضمن تشويه نهضة «الحسين» و»كربلاء» بممارسات أرثوذكسية صدرتها دول الجنوب السوفيايتي يجب ألا يبقى خارج حدود «النقد» و»الفضح» بدعوى الارتكاز على بعض الفتاوى التاريخية التي كان زمكانها من أسهم بصورة رئيسة في إصدارها. حركة الإصلاح التي قادها الحسين (ع) لا تستحق منا البتة أن نبعثها من التاريخ بهذه الصورة الدموية. بل تستحق أن تعتبر رافدا سلوكيا للإصلاح السياسي والديني عبر الحوار، والمطالبة بالحقوق والسلم، كما يستحق منا الحسين أن لا نشوه ذكراه بدماء تهرق لـ «لا شيء» سوى «التمظهر الفارغ» أو «التحدي» لفئات أخرى. لابد من ألا يعتبر الحديث عن «التطبير» حديثا عابرا يشاع في كل عام. أو أنه استهداف مباشر لفئة من الناس. فالكثير من الممارسات العاشورائية الدخيلة على عاشوراء لابد من أن تطالها مكنة النقد بهدف تحجيمها وإنهائها لا بهدف الحوار للمنازعة والتراشق بالكلام.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1601 - الثلثاء 23 يناير 2007م الموافق 04 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً