العدد 1600 - الإثنين 22 يناير 2007م الموافق 03 محرم 1428هـ

غياب الاستقرار

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم يمر بفترة من عدم الاستقرار في ظل التغييرات المتتالية في الأجهزة الفنية التي أشرفت عليه منذ رحيل المدرب الكرواتي ستريشكو الذي قدمت معه البحرين أروع عروضها.

غياب الاستقرار أثر بشكل سلبي على أداء المنتخب في المشاركات الخارجية، في حين كان الكثيرون يرشحون المنتخب للعب أدوار تنافسية متقدمة.

اللاعبون كان من الصعب عليهم التأقلم مع الخطط الفنية المتغيرة والمتقلبة بتقلب المدربين وتغيرهم، ما دفعهم في النهاية إلى الانتفاض على هذا الواقع المر من خلال مطالبتهم برأس المدرب الألماني بريغل في اجتماعهم الأخير مع رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة.

جميع المدربين في العالم لهم إيجابياتهم وسلبياتهم، إذ لا يوجد مدربون كاملون من دون أي سلبيات، إلا أن المدربين يتفاوتون في مقدرتهم على الانسجام مع الفرق التي يدربونها وبالتالي تختلف النتائج التي يحققونها.

بعض المدربين تجدهم في قمة النجاح مع فريق إلا أنهم في قمة الفشل مع فرق أخرى. فعلى رغم أهمية إمكانات المدرب الفنية وتاريخه فإن الأهم انسجامه الكامل مع الفريق الذي يدربه، إذ من دونه لا يمكن تحقيق التطلعات.

الفرق والمنتخبات بحاجة إلى مدربين تتناسب إمكاناتهم مع إمكانات هذه الفرق، إذ إن كثيرا من المدربين العالميين فشلوا في منطقتنا في حين نجح بامتياز مدربون مغمورون مثل التشيكي ميلان ماتشالا الذي درب ثلاثة منتخبات خليجية.

في البحرين نحن بحاجة إلى مدرب قادر على الانسجام مع لاعبي المنتخب متفهم لإمكاناتهم ومطلع بشكل مباشر على خبايا وأسرار اللاعب البحريني ليتمكن من النجاح معهم. المدرب الجديد للمنتخب البوسني كريسو تتوافر فيه بعض هذه الأمور لذلك تمكن من قيادة المنتخب في يوم واحد بشكل أفضل مما فعله بريغل في تسعة أشهر.

كريسو فعلا هو رجل المرحلة ويجب إعطاؤه الفرصة الكافية للعمل مع المنتخب بدل تجربة شيء جديد لا ندري إن كان سينسجم مع المنتخب أم لا على شاكلة لوكا وبريغل اللذين استنزفا خزينة الاتحاد البحريني لكرة القدم من دون تحقيق أي شيء يذكر.

غياب الاستقرار الفني تزامن معه أيضا غياب للاستقرار الإداري في المنتخب، فمنذ ابتعاد يوسف حسن وعبدالرزاق محمد عن إدارة المنتخب والتخبط هو اللغة السائدة في الإدارة. فلا برامج واضحة للإعداد ولا مباريات دورية منتظمة ولا تشكيلات ثابتة للاعبين.

العنصر الإداري من لجنة المنتخبات إلى التشكيلة الإدارية الحالية لعب دورا رئيسيا في تأزيم وضع المنتخب وتخلفه إلى هذا المستوى في التصنيف الدولي.

على المستوى الإداري كان التخطيط غائبا، بل الأكثر من ذلك دخلت آفة التجنيس إلى المنتخب الذي بدأ في التحول التدريجي إلى منتخب آخر شبيه بمنتخب البحرين لألعاب القوى!

السنتان الماضيتان كانتا مأسويتين على المنتخب الأول، وعلى الاتحاد البحريني لكرة القدم أخذ العبر منهما من خلال العمل على إيجاد الاستقرار الفني والإداري للمنتحب بما يكفل إعادة الروح إليه وإعادة بريق الانتصارات مجددا، وإذا لم يفعل فعلى الاتحاد الحالي الرحيل وإعطاء الفرصة لآخرين قبل أن تسوء الأمور أكثر ونصل إلى وضع لا نحسد عليه.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 1600 - الإثنين 22 يناير 2007م الموافق 03 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً