لا نختلف عن أهمية دورات كأس الخليج، وفضل هذه الدورة على تطور كرة القدم في دول الخليج العربية - وأيضا - فضلها على تطور بقية الألعاب الرياضية.
فهذه الدورة حين انطلقت في المنامة العام 1970 كانت الرياضة - في هذه الدول - تغط في نوم عميق، إلا أن استمرار هذه الدورة، وما تبعه من اهتمام شعبي ورسمي كبيرين، أثر بشكل كبير على تطور كرة القدم، وبقية الألعاب الرياضية بعد أن حظيت بتنظيم دورات خليجية مماثلة رافقه بناء منشآت رياضية وإحضار مدربين عالميين.
كما أننا لا نختلف - أيضا - على النجاحات الكبيرة التي يحققها خليجي (18) ممثلة في الحضور الجماهيري الكبير للمباريات ووجود مختلف الجاليات بكثافة لتشجيع منتخباتها... والمردود المالي الكبير الذي أعلنت عنه اللجنة المنظمة للدورة، إضافة إلى التنظيم والتحكيم الجيدين اللذين حالفا هذه الدورة حتى الآن.
إلا أننا نقف عند نقطة بالغة الأهمية، أفقد هذه الدورة الكثير من نكهتها وحلاوتها وقوة المنافسة فيها بعد توزيع المنتخبات إلى مجموعتين... شاء القدر أن يوقع منتخبات قوية تحظى لقاءاتها بشعبية خاصة مثل لقاءات قطر والبحرين، السعودية والبحرين، قطر والسعودية،والعراق مع السعودية وقطر... وأبعد هذا التوزيع اللقاءات القوية المحببة للجماهير مثل لقاء الكويت مع السعودية والكويت مع العراق وقطر والبحرين، أو الإمارات وعمان مع بقية الفرق...
فالتطور الذي شهدته الدورة كان سببه الرئيسي المنافسة القوية الشرسة بين هذه المنتخبات والتي تبقى حديث الشارع الرياضي لفترة طويلة.
وبالتالي فإننا نقول بصدق - إن توزيع المنتخبات المشاركة في دورات كأس الخليج أفقدها الكثير من قوتها وحلاوتها لدرجة أن النقاد والمتتبعين لهذه الدورة أطلقوا على المجموعة الثانية التي تضم السعودية والعراق وقطر والبحرين بالمجموعة الحديدية بسبب قوة المنافسة فيها وقد انعكس ذلك - فعليا داخل الملعب - على المتابعة والحضور الجماهيري والإعلامي لمباريات المجموعة الثانية، ما عد جانبا سلبيا قد يؤثر على قوة المنافسة بين الفرق والمتابعة الجماهيرية لهذه الدورة في السنوات المقبلة.
وتجربة توزيع المنتخبات على مجموعتين ليست بجديدة على دورات الخليج فقد سبق أن أقيمت في الدورة الثالثة التي أقيمت في الكويت ولقيت فشلا ذريعا تسبب في إلغاء هذه الفكرة بعد ذلك.
لذلك فإننا نسجل رفضنا لتوزيع المنتخبات إلى مجموعتين، كما نسجل ملاحظة بالغة الأهمية على إقامة الدورات المصاحبة في ألعاب كرة اليد والسلة والطائرة، فقد وجدنا أن هذه الدورات لا طعم لها ولا تحظى بإقبال جماهيري وسط الزخم الكبير التي تحظى به مباريات كرة القدم.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1600 - الإثنين 22 يناير 2007م الموافق 03 محرم 1428هـ