العدد 1600 - الإثنين 22 يناير 2007م الموافق 03 محرم 1428هـ

عاشوراء وتطوير الأساليب

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

سيبقى الموضوع المستمر طرحه على الساحة يتعلق بأهمية تطوير أساليب إحياء ذكرى عاشوراء؛ لأن التاريخ يقول لنا إن الأساليب تطورت عبر الزمن، فقد بدأت مراسم إحياء عاشوراء بقراءة الشعر الحزين لاستذكار ما حدث لسبط الرسول (ع)، وتطور لاحقا إلى تمثيل ما حدث من حرق للخيام... وفي القرن التاسع عشر خرجت المواكب بالشكل الذي نراه حاليا، واستُحدِثَت وسائل للتعبير عن ألم المصاب، من بينها ضرب النفس بالسلاسل والسيوف والمشي على الجمر ورفع مشاعل النار، وغيرها من الممارسات التي نرى بعضها يمارس في عدد من المناطق التي تشتهر بالمواكب الحسينية.

لم تكن في القرن التاسع عشر لدينا وسائل إنتاج الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، ولم يكن لدينا الإنترنت، ولم يكن لدينا ما توفره الهندسة الصوتية في عصرنا الحالي. حتى الألوان استمد كثيرا منها من فنون ذلك العصر، والخلط في الألوان مستمد مما كان متوافرا لدى من أحيا المناسبة لتعظيمها. المنبر الحسيني بحد ذاته تطور من قراءة الشعر والروايات الواردة عن عاشوراء إلى محاضرات تنويرية بشأن الحياة العامة التي تمس جمهور المستمعين، واعتبر المنبر الحسيني من أفضل الأساليب لجمع الناس على الخير وربط ذلك بقضية الإمام الحسين (ع).

أنتج البحرينيون خلال السنوات الماضية وسائلَ جديدة من بينها المرسم الحسيني، وعرض الصور، واستخدام التقنية الرقمية، بالإضافة إلى تطوير أساليب تنظيم المواكب، والخيام التي تقدم مختلف أنواع الخدمات والتبرع بالدم والمسرح الشعبي والأناشيد التي توزع إلكترونيا ومن خلال الأشرطة المدمجة واستخدام اللغة الإنجليزية لشرح معطيات القضية الحسينية للأجانب الراغبين في التعرف إلى المناسبة.

أساليب التنظيم اختلفت من منطقة إلى منطقة، إذ تشرف هيئة المواكب الحسينية على المراسم في العاصمة، بينما تشرف هيئات محلية على المواكب في كل منطقة على حدة، وتتوزع أدوار المناطق بحسب الأيام، وكل ذلك من خلال جهود طوعية جبارة تبدأ منذ فترة طويلة قبل أن يبدأ الموسم.

ولكن لحد الآن لم تتكون لدينا مراكز بحثية، وليست هناك معاهد لتخريج الخطباء، وليست لدينا متابعة لتكريم العطاءات المبدعة التي تبرز القضية الحسينية بأساليب تناسب العصر وتتوافق مع الضوابط المعتبرة شرعا وعقلا، بحيث لا نخشى تصوير هذه الممارسة أو تلك وبثها على الفضائيات ليراها كل الناس في مختلف أنحاء العالم. إن الحاجة إلى التطوير تنبع من فهمنا أن ما لدينا إنما هو مستمد من أساليب طُوِّرَت أساسا قبل نحو قرن ونصف القرن، وهي بحاجة إلى من ينظر إليها برؤية تنظر إلى الصورة الأكبر التي تستحقها مناسبة عاشوراء.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1600 - الإثنين 22 يناير 2007م الموافق 03 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً