لا ندري ما الذي يحدث للكرة البحرينية ويزيد من مواجعنا وآهاتنا وفق المعطيات في مشوارها الزمني الطويل... فمنذ العام 1970 مند انطلاقة البطولة الخليجية الأولى إلى يومنا هذا وخلال الـ 18 بطولة لم نر التخطيط العلمي المدروس لمنتخباتنا الوطنية على مر الزمن وكانت الارتجالية في إصدار القرارات واضحة ولم تكن هناك أية بوادر حقيقية وفعلية تعودنا لتبوء المراكز المتقدمة مع أشقائنا الخليجيين الذين فاقونا في كل شيء وتفوقوا علينا على رغم الأسبقية التي كنا عليها طوال هذه الفترة الزمنية.
نحن نعتقد أن عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو السبب الأساسي في عدم الوصول إلى ما نريد من تحقيق الانجازات ولأننا لا نهوى الدور العلمي في تحديد الهوية فصرنا نعد أنفسنا لكل الحوادث بشكل ارتجالي وبعيدا عن الواقعية ما أخرنا عن الركب لسنوات طويلة وصارت عجافا.
الكرة العمانية بدأت تفعيل دورها في هذا المجال خليجيا عند العام 1974 في البطولة الثالثة بالكويت إذ كان الفريق ضعيفا وكانت مشاركته من أجل المشاركة وصار مرمى وهدفا لجميع الفرق الأخرى في كل بطولة.
ومرت السنون والفريق العماني يتطور من بطولة إلى أخرى ويعمل الإخوة في الاتحاد العماني بخطط عملية عبر وضع برامج مستقبلية وطرق لتطوير المسابقات هناك مع إيجاد المنشآت المتكاملة إذ لم تكن الكرة موجودة أصلا في هذه السلطنة وصار المسئولون يصغون في خططهم بناء البنية التحتية بشكل سليم متوازنة مع طموحاتهم للفريق في أن يكون يوما ما يدخل البطولة من أجل كأسها وهذا ما كان عليه في البطولات الأخيرة وخصوصا في خليجي (17) في قطر والتي وصل بها إلى النهائي وخسر بركلات الجزاء الترجيحية وهو اليوم في أبوظبي يواصل المشوار نفسه الذي كان عليه في البطولات السابقة مع الانتقال الواضح لمعظم نجومه عندما دخلوا عالم الاحتراف لأول مرة ولكن الأشقاء في الاتحاد الكروي بعمان هذه المرة وضعوا في حساباتهم أسوأ الاحتمالات لإعداد الفريق للبطولات المقبلة من دون أن تكون هناك ثغرات تذهب عن الفريق هويته الفنية وخصوصا عندما أعاد المدرب التشيكي ميلان ماتشالا ليقود الفريق من جديد والذي صرح بعد الفوز على الفريق الإماراتي بين جماهيره وعلى أرضه ان الاحتراف أفاد الفريق بصورة كبيرة وساعده على تقديم الأفضل وقاده إلى الفوز، وهذا ما أكد عليه الإخوة المسئولون على الكرة العمانية. وأما نجوم الفريق العماني داخل الملعب فكانوا كما هم عليه من قبل وقدموا العروض المتميزة وخطفوا البطاقة الأولى للتأهل من فوزين ليؤكدوا أن الاحتراف أفادهم وقادهم إلى ما هم عليه.
من خلال الأسطر السابقة أردت أن أصل إلى صلب الموضوع على أساس التصريحات المختلفة في جانب اتحاد الكرة الذي صار يؤكد لنا أن الاحتراف له اليد الطولى في هبوط الأداء الفني للمنتخب في مسيرته بعد نهائيات كأس آسيا والتي أقيمت في الصين 2004 وصار اللاعبون لا يعون بأهمية المشاركة لتمثيل الفريق وتشريف الوطن (بحسب التصريحات المختلفة) من قبل المسئولين في الاتحاد والإصرار على هذا القول. بل المدهش حقا بأن يخرج علينا البعض ليقول إن مدرب المنتخب الراحل بريغل بأن المحترفين في نجوم الأحمر بالأندية القطرية عادوا بالجانب البدني الهابط وهذا ما بشر الاستغراب حقا على أساس أن جميع نجومنا في قطر كانوا هم في القائمة الأساسية مع أنديتهم ولم نلحظ بأن الجانب البدني غير مكتمل، والدليل أن التدريب في قطر أكثر من جيد لنجوم عمان الذين كانوا في قمة لياقتهم البدنية والأمر المستغرب حقا بأن تصر التصريحات على أن اللاعبين هم السبب الأساسي في تدني المستوى الفني للفريق الأحمر من دون أن تبحث هذه الأصوات عن السبب الرئيسي من التخطيط الارتجالي والبعيد عن الواقعية لتسيير المسابقات المحلية وعدم وجود النظرة الثاقبة لإعداد منتخبنا الوطني مع ظروفه في احتراف نجومه في الخارج والتعامل معه بفكر محترف من دون ان يختل الميزان.
عدم الاستقرار في الجهاز الفني والتعاقد مع المدربين بشكل غير دقيق وبعيدا عن الحال العلمية تبعه إهدار للمال العام والذي كلف الموازنة الكثير من المال وخصوصا مع المدربين الثلاثة لوكا وسيدكا وبريغل وهذه أسباب كافية في تدني الأداء الفني إلى ذلك لم تكن هناك محاسبة فعلية لمن يخطئ ويقودنا إلى التدهور حتى لو كان هذا الشخص من مجلس الإدارة نفسها، ولم تكن هناك رقابة صارمة على عمل المدرب في جميع الجوانب جعلتهم يخوضون اللعبة وهم متعجرفون على أساس أنهم سيصلون إلى مناهم عند فك العقد وهذا ما حدث فعلا مع لوكا وسيدكا وخسرنا النتائج الفنية والأموال الطائلة حتى بكينا على اللبن المسكوب على وضعنا الحالي الذي فاق الثلاث سنوات من دون أن نجد له الحلول.
العرض الكبير بالروح القتالية الذي قدمه الفريق أمام العراق يجب ألا ينسينا علاج الأخطاء والسلبيات خلال المباراة ولكي لا نتغنى بالإطلال الواهية لأننا نحن أمام مستحق مهم ومحطة صعبة أمام قطر تستوجب التكاتف والوقوف معا بيد واحدة للمصلحة الوطنية العامة.
في هذا السياق أود أن استشهد بكلام المسئول الأول بالرياضة السعودية وخصوصا الكرة الأمير سلطان بن فهد بعد مباراة منتخبهم أمام منتخبنا الوطني والتي خرج منها فائزا بهدفين لهدف في الوقت القاتل في ظروف طرد اثنين من نجومنا وإذا به يصرح للإعلام السعودي بأنه ستكون له جلسة مصارحة مع المدرب ومساءلته عن العرض الباهت والذي أخر الفوز إلى تلك الدقيقة مع أن فريقنا كان ناقصا اثنين وبالتالي وضع هذا المسئول العلاج السريع ولم يغيب الفوز السلبية عنه وصار همه مراقبة عمل المدرب.
أنا أسأل من منا قام بهذا العمل وسأل المدرب عما يعمله في المباريات بل الأدهى من ذلك تركه يعبث بالفريق والدفاع المستميت عنه مع علمهم التام بضعفه فنيا وعدم مقدرته بمجاراة الفرق الأخرى والنتيجة أما هروب هذا المدرب أو الاستغناء عن خدماته مع التبعات المالية التي نحن في خانة الخاسرين منها. وهناك الأمور الكثيرة لا يسع هذا العمود لذكرها ونأمل أن يكون العلاج سريعا وواقعيا وعقلانيا وأولا بأول ولكن نسأل من المسئول عما يحدث لكرتنا خلال هذه السنين الطويلة؟
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1599 - الأحد 21 يناير 2007م الموافق 02 محرم 1428هـ