وفود تأتي زرافات ووحدانا إلى الشرق الأوسط وتحديدا إلى الأراضي المحتلة،رغبة في إحياء عملية السلام الميتة منذ سنوات ولكن من دون جدوى. «إسرائيل» هي العقبة الوحيدة إذ لا أمل بأفق سياسي جدي على رغم التوجه الفلسطيني الحقيقي نحو ذلك، فالدولة العبرية غير راغبة وغير جاهزة للسلام.لم يتبق لمؤتمر مدريد الذي مهد لاتفاق أوسلو سوى ذكرى احتفل بها الأسبوع الماضي. تل أبيب وحدها ، مدعومة من قبل واشنطن،هي التي تحدد شروط عودة الحياة لعملية السلام. بالأمس فقط أفصحت «إسرائيل» عن أحد تلك الشروط بإفراجها عن 100 مليون دولار من أصل 600 مليون دولار من حر مال الشعب الفلسطيني احتجزته نحو عام،من أجل تقوية الرئيس محمود عباس في مواجهة حماس.
إن عباس اليوم يمثل رجل الغرب الوحيد في فلسطين الذي ينفذ تعليماته ولذلك تركز تصريحاته هذه الأيام على الذهاب إلى الانتخابات المبكرة إذا فشلت مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وهو يدرك أن هذه المفاوضات ستفشل من خلال عدم اكتراثه بالتوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة.لكن من واجبه أن يوزع الأموال المفرج عنها على مستحقيها من موظفين وعمال واسر محتاجة إذ لا يجوز أن يستغلها في دعايته للانتخابات المبكرة .فهل تنظيم الانتخابات مقدم على سد رمق الجوعى. ما قادنا إلى هذا الاتهام التوقيت الذي أفرجت فيه «إسرائيل» عن هذا المبلغ وتوجيهه إلى الرئاسة وليست الحكومة. إنه في الواقع تآمر كبير نحو دويلة وهمية ذات حدود مؤقتة يمرر عبر قادة لا يفكرون سوى في استعادة كراسيهم المفقودة.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1599 - الأحد 21 يناير 2007م الموافق 02 محرم 1428هـ