الوقوف عند خطابات الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله يستدعي التأمل العميق لما يقوله والتجرد التام من أي ميل عاطفي أو طائفي، لا لأنه رمز ديني وحسب، وإنما لما يمتاز به من صدقية أثبتتها الأيام وصدقتها الأفعال طوال السنوات الماضية التي فرض فيها نفسه على الساحة العربية والعالمية. ولم يكن خطابه الأخير يختلف كثيرا عن غيره من الخطابات التي يتحدث فيها عن الواقع العربي والإسلامي بكل واقعية وصراحة، متحملا نقد الأقربين والأبعدين.
فبعد إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وما صاحبه من جدل واسع أضر كثيرا بشعوب الأمة العربية والإسلامية وأفاد أعداءها المتربصين بها من «الصهيونية» و «الأميركية» أصبح على الجميع مراجعة عقولهم ومواقفهم ومخاطبة ضمائرهم من دون انفعال أو عين عوراء.
نصرالله وضع أيدينا على الجرح الذي نعاني منه في قوله «يجب علينا معرفة العدو الحقيقي لأمّتنا» وأن نشك في كل من يرفع عقيرته بأن هناك مشروعا صفويا ونفوذا إيرانيا وهو يهادن المشروع الصهيوني وألا نسمح لأمثالهم بأن «يحرف الأمّة ويأخذها إلى عدو موهوم وإلى مشروع موهوم فيما هي تواجه مشرعات خطيرة جدية ميدانية على الأرض»، كم يجب علينا «أن نبقي تأثيرات الساحة العراقية في الساحة العراقية نحاصرها هناك ونذهب جميعا لمعالجتها» لا أن ننقلها للفضائيات والصحافة وشبكات الإنترنت ونحوّلها إلى «صراع ثيران» نتبادل خلاله عبارات السب والشتم وأرذل الألفاظ والتخوين. ونسعى عن جهل إلى تحويل بلداننا إلى عراق ثان وثالث ورابع.
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1598 - السبت 20 يناير 2007م الموافق 01 محرم 1428هـ