بعد فترة الإصلاح السياسي أمل الناس في أن يعيشوا شيئا من الهدوء والاستقرار وعدم الإحساس بحال الرعب، ومع ذلك لايزال الناس قلقون من تصرفات غير محسوبة وغير مدروسة يقوم بها بعض رجال الأمن من دون مراعاة لمشاعر الناس.
يوم الخميس الماضي قامت قوات الأمن بإزالة ما قيل أنه «سواد عاشوراء» من منطقتي كرزكان ودمستان في الساعات الأولى من الفجر، ولا يعرف السبب من وراء اختيار ذلك التوقيت من جهات أمنية تعمل على تطبيق القانون، ومع التحفظ على العمل الذي يقومون به (إذا صح ما قيل)، فإن ما واكب ذلك هو إدخال الرعب في قلوب المواطنين وطرق أبواب الناس في ساعات متأخرة واقلاق راحتهم.
قد تنفي وزارة الداخلية، إلا أنه يجب الاعتراف بها حقيقة، فنحن نعلم أن التوجيهات ليست كذلك، ولكن تبقى التصرفات الشخصية محسوبة أيضا على جهات مسئولة يجب أن تزرع الأمن والطمأنينة في قلوب الناس لا أن ترعبهم.
كيف تفسر الجهات الأمنية ما حدث؟ وهل نزع «السواد» في أوقات متأخرة من الليل يستدعي طرق أبواب المواطنين لإخافتهم.
امرأة عاشت مع أطفالها تلك الليلة مرعوبة خائفة تبكي ومنزلها محاصر، والباب يطرق بالهراوات والسلاح، وكأن أمرا جللا وقع أو أن زوجها المسافر هو قائد لإحدى الخلايا السرية المطلوبة، وكأن المسألة (كما يقول أهالي القرية) لا تتعدى قماشا أسود معلقا على جدار.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1598 - السبت 20 يناير 2007م الموافق 01 محرم 1428هـ