العدد 1598 - السبت 20 يناير 2007م الموافق 01 محرم 1428هـ

حالوتس فدا «صبّاط» السيد!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الأسبوع الأول من انطلاق حرب التدمير الإسرائيلي الممنهج على لبنان في الصيف الماضي، وقف حسن نصرالله ليطلق كلمته الشهيرة: «سيثبت التاريخ أن أولمرت هو أغبي وأكثر رئيس وزراء في تاريخ (إسرائيل) غرورا وحماقة»!

قبيل توقف الحرب بأسبوع، قال من دون أن تغادره روح الدعابة: «وسائل الإعلام الإسرائيلية تقول بعد معارك عنيفة جدا إنه تمت السيطرة على موقع العباد التابع لحزب الله. ليس هناك من شيء اسمه موقع العباد! هناك نقطة على الحدود الدولية تم إخلاؤها من اليوم الأول وليس هناك قتال! ولا أعرف مع من المعارك العنيفة هناك، هل يقاتلون بعضهم بعضا؟».

ثمّ كرّر مقولته: «أريد أن أشير إلى حماقة قيادة هذا العدو وغطرستها وجهلها! أولمرت أعلن أن (إسرائيل) انتصرت في المعركة، وقال إنه أمكن تدمير كامل للبنية التحتية العسكرية لحزب الله. يعني كلام رئيس الوزراء الغبي كرّره نائبه بيريز الخرِف، وزاد أن أمينه العام هرب إلى خارج البلاد»! فليس هناك من وصفٍ أكثر إهانة من وصف قادة وجنرالات جيش احتلال نظامي بالأغبياء والحمقى.

نصرالله ذهب إلى اعتبار ما حصل فضيحة لأولمرت وبيريز ووزير حربه ورئيس أركانه، وهو ما تحدّثت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية. بل إن أولمرت تراجع عن وعوده الأولى في خطابه الأخير حين قال: لم أعدكم بتدمير حزب الله ولم أعدكم بوقف قصف الصواريخ وعودة الأسيرين... مع أن ذلك مسجل ومثبت بالصورة والصوت! هذه الفضيحة دفعت رئيس الأركان لتهديد اللبنانيين آنذاك بأنه «يدرس إمكانية ضرب العمق اللبناني»، مع أن لبنان كان تحت القصف اليومي العنيف من الشمال إلى الجنوب!

في تلك الخطب التاريخية، كان نصرالله يمارس حربه النفسية على كبار قادة العدو، ينزلهم من عليائهم ويمسح بهم الأرض تحت حذائه، وفي أول مقابلة له مع قناة «نيو تي في» بعد وقف العدوان، كانت عينا مديرة الأخبار بالقناة مريم البسّام، تبحث عن هذا الحذاء، لأن معظم من قابلتهم من اللبنانيين، وخصوصا النساء، كانوا يردّدون: «فدا غبرة (صبّاط) السيد»!

في مقابلته الأخيرة على «المنار»، لم يخفِ نصرالله سعادته بسماع خبر استقالة دان حالوتس (رئيس أركان جيش الاحتلال) عند منتصف الليل، مع أنه كان يتوقع هذا الخبر منذ أشهر. بل إن الاستقالة أقرب للهروب منها إلى الاستقالة، فهي أول استقالة لرئيس أركان في «أول» حرب يخوضها الكيان الغاصب فعلا.

أخطر ما في المقابلة هو حديثه عن «أزمة ثقةٍ عميقةٍ في الجيش الإسرائيلي منذ تأسيس الكيان الغاصب، القائم على عامود الجيش، فإذا سقط الجيش سقطت البنية». وتنبأ بأن بيريتز سيلحق به، وأولمرت سيطاح به إذا لم يستقل طوعا. والسؤال: ماذا كان ردّ فعل هؤلاء «المتهمين» بالحماقة والغباء؟

بيريز لم يدفع تهمة الغباء عن نفسه بل هرب إلى القول إن «إسرائيل ستخرج من هذه الأزمة أقوى بكثير مما كانت عليه». أولمرت المغرور الأحمق مازال صامتا، على رغم أن أحد النواب الإسرائيليين جدّد اتهام نصرالله له بالغباء قبل أسبوعين! حالوتس الذي هدّد بضرب العمق اللبناني سقط فداء لـ «سبّاط السيد»، وبانتظار خبر لحاق بيريتز بحالوتس، والإطاحة بأولمرت كبير الأغبياء!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1598 - السبت 20 يناير 2007م الموافق 01 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً