بصراحة... أبعد وأغرب سيناريو توقعناه لمنتخبنا في «خليجي 18» هو ما تعرض إليه في بداية مشواره الخليجي من خلال الحوادث الدراماتيكية في لقاء السعودية وخسارته النتيجة ومدافعيه الأساسيين سيدمحمد عدنان ومحمد حسين، ووصولا إلى قرار إقالة المدرب الألماني بريغل وتعيين مدرب جديد اعتبارا من لقاء اليوم أمام العراق.
ولا شك في أن إقالة المدرب البلدوزر الألماني بريغل أصبح حديث البطولة منذ صباح أمس، وخصوصا أن دورات الخليج عرفت بأنها مقصلة المدربين والتاريخ يشهد، على رغم أنها المرة الأولى التي تتم فيها إقالة مدرب منتخب البحرين أثناء المباريات في تاريخ هذه الدورة!
وعلى رغم أن بريغل لا يتحمل وحده مسئولية ما حدث للمنتخب أمام السعودية، فهناك مسئوليات مشتركة بين اتحاد الكرة والإداريين واللاعبين، إلا أن القرار يندرج تحت بند «لا يصح إلا الصحيح» وإن كان توقيته حرجا وصعبا.
وكشفت إقالة بريغل أن هناك حالا من عدم الانسجام والارتياح والمشكلات بين بريغل ولاعبي المنتخب وحتى بعض مسئولي اتحاد الكرة والمنتخب، ومن بينها استبعاد اللاعب محمد حبيل الذي أثق أن استبعاده لم يكن فنيا، وكل تلك المعطيات ترجعنا إلى سؤال عن قرار التعاقد مع بريغل واختياره الذي لم يصدر من إدارة اتحاد الكرة أو وفق رؤية فنية من المختصين بشئون الكرة البحرينية واستشارتهم في مثل هذه القرارات، وخصوصا أن اتحاد الكرة يضم لجنة فنية تضم عددا من المدربين الوطنيين، لكننا لا نعرف مدى صلاحية هذه اللجنة! حتى انفجرت القنبلة الموقوتة بعد الخسارة أمام السعودية.
هل يعقل أن يذهب منتخب إلى بطولة مهمة وعصيبة بمجموعة لاعبين أقل عددا من العدد الذي تنص عليه لائحة البطولة (اختار 23 من 26 لاعبا)، وها هو في أول مباراة يضرب منتخبنا بطرد مدافعين أساسيين وإصابة المهاجم حسين بيليه، ولنكتشف «فضيحة فنية» تتمثل في عدم وجود ظهير أيمن في قائمة منتخبنا، ما أدى إلى لخبطة أوراق خطنا الدفاعي في لقاء السعودية!
وعندما كنا نسأل عن ذلك نلقى إجابة «إنه قرار بريغل» ليقودنا ذلك إلى حقيقة كشف عنها المدرب الوطني السابق لمنتخبنا رياض الذوادي أن المساعدين الوطنيين يتحولون إلى دور «الكومبارس» في الجهاز الفني ليس له صلاحية حتى في إبداء رأيه ومناقشة المدرب في الأمور الفنية ومساعدته في كشف الأخطاء والملاحظات!
عموما، ما يهمنا هو منتخبنا فليرحل بريغل وفي جيبه ما جناه من مئات الآلاف من الدولارات من مباراتين رسميتين فقط خاضهما أمام الكويت في تصفيات آسيا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وأمام السعودية، ولنترك الحديث عنه لما بعد منتخب «خليجي 18» وذلك استمرارا لمسلسل التخبطات في اختيار المدربين للمنتخب الذين وصل عددهم إلى 7 مدربين في غضون أقل من سنتين وخسرنا فيها الكثير من مستوى المنتخب وملايين الدولارات.
وعلى رغم صعوبة موقف منتخبنا فإن الفريق يحتاج أحيانا إلى «صدمة إيجابية» تحرك الروح والمعنويات لدى اللاعبين، ونأمل أن نستثمر ذلك جيدا، فالكرة أصبحت في ملعب اللاعبين الذين يتوجب عليهم إدراك المسئولية وتقدير الموقف وخصوصا في ظل المؤشرات التي تشير إلى أن هناك علاقة جفاء بين المدرب واللاعبين ارتفعت حماها بعد خسارة منتخبنا أمام السعودية.
ويجب المراهنة في لقاء اليوم على لاعبينا المؤثرين وأصحاب الخبرة الذين يشارك بعضهم للمرة الخامسة والبعض الآخر للمرة الثالثة في دورات الخليج، ويمثلون نحو 90 في المئة من تشكيلة المنتخب، وعلينا الاستفادة من هذا العامل فضلا عن أهمية ظهور اللاعبين بمستواهم المعروف.
وأخيرا... يجب علينا العضّ على جروحنا والوقوف مع المنتخب في مباراته المصيرية أمام العراق اليوم... وبالتوفيق!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1598 - السبت 20 يناير 2007م الموافق 01 محرم 1428هـ