العدد 1598 - السبت 20 يناير 2007م الموافق 01 محرم 1428هـ

سوق المنامة القديم

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

وأخيرا سيبدأ مشروع تطوير سوق المنامة القديم هذا الأسبوع، بعد أن خصصت الحكومة موازنة قدرها 3 ملايين دينار لهدم وإعادة تشييد مبانٍ على الطراز البحريني القديم، ومن خلال استخدام المواد الإنشائية القديمة، ومن ثم توفير بيئة تراثية لمن يزور المنامة، يستطيع من خلالها أن يرى معالم سياحية تمثل أصالة المدينة البحرينية القديمة.

البريد القديم ومركز الشرطة القديم بالقرب من باب البحرين سيحولان إلى متحف ومركز للمعلومات، وهناك حاليا محل في داخل باب البحرين لبيع تحف وهدايا تذكارية (والذين يبيعون التحف ليسوا بحرينيين). الجميل في المشروع أنه ستكون هناك فتحات تهوية لتشجيع التسوق، وأيضا سيتم توفير استراحات وربما مواقف سيارات لاحقا، وهي التي تمثل العائق الأكبر لمن يود زيارة السوق والأحياء القديمة... على رغم أن المفضل أساسا هو منع مرور السيارات، وتوفير وسائل نقل عام من مواقف السيارات خارج السوق إلى الأحياء القديمة، وهذا يتطلب رؤية أبعد من الخطة الحالية لأنها تتطلب أموالا أخرى.

على أن الزائر - بعد تطوير السوق القديم - سيلتقي بالهنود في شارع صعصعة بن صوحان الذي تحول إلى جزء من الهند، وسيرى كل أنواع البشر في شارع الشيخ عبدالله وشارع باب البحرين، وقليل من أناس من البحرين، وهؤلاء في طريقهم إلى الانقراض بعد أن تحولت البنية التحتية للاقتصاد إلى شكل أخل بتركيبتها ولم يعد مجديا للبحريني أن يوجد في عاصمته القديمة.

ولعل الحاجة الآن ماسة إلى النظر إلى مستقبل أحياء وشوارع العاصمة التي تبدو أنها تمثل بيئة غير بحرينية بشريا، وتتمركز فيها فنادق من النجوم المنخفضة تعتمد على سياحة من نوع خاص، وتمتلئ مبانٍ كثيرة أثناء الليل بالخادمات اللاتي يهربن أثناء الليل إلى هذه الأماكن لممارسة أمور نعرفها وهي غير خدمة المنازل. وهذا سيستمر، لأن هناك نحو ربع مليون رجل أجنبي عازب، وهناك نحو 50 ألف خادمة عازبة في البحرين، وإذا أضفنا إلى ذلك الذين يأتون إلى البحرين خلال عطلة الاسبوع وإلى البحرينيين الذين يبحثون عن هذه الأجواء، فإننا سنجد أن المنامة بعد تجديد جانب منها ستمتلئ بكل ما هو غير بحريني.

إن إعادة تأهيل السوق القديم خطوة إلى الأمام، ولكننا بحاجة إلى استراتيجية متكاملة لإعادة تأهيل السوق والأحياء القديمة بحيث يتم إفراغها من العمالة الرخيصة ومن بؤر ينتشر فيها كل ما لا يسرنا، وهذه الاستراتيجية قد تبدو مكلفة في بادئ الأمر، ولكن استمرار ما نراه سيكلفنا أكثر مع مرور الزمن.

إن إعادة احياء السوق بشكل أكبر ستساعد على إحياء السياحة الفندقية التي نراها في المنطقة الدبلوماسية مثلا، وستساعد على تجميل البحرين، وهذا يتطلب الإصرار على إنجاح البداية، وإكمالها بجهود متتالية ضمن رؤية واضحة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1598 - السبت 20 يناير 2007م الموافق 01 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً