العدد 1597 - الجمعة 19 يناير 2007م الموافق 29 ذي الحجة 1427هـ

جموع تودع «الخطيب العدناني» إلى مقبرة أبوعنبرة

الفقيد يرثي نفسه شعرا في ساعاته الأخيرة...

شيع أكثر من ألف مشيع في التاسعة من صباح أمس (الجمعة) جثمان الخطيب الحسيني السيد محمد صالح العدناني الموسوي الذي انتقل إلى جوار ربه مساء يوم الخميس بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة في مجمع السلمانية الطبي.

وانطلق موكب العزاء من مأتم الجشي في منطقة البلاد القديم بمشاركة الشيخ أحمد العصفور والسيد عبدالله الغريفي وعدد من العلماء، وحمل النعش عدد كبير من أبنائه واحفاده والقريبين منه، كما شارك في موكب العزاء عدد من الرواديد، مرددين شعارات «لقد ايتمت المنبر» في اشارة إلى كون الفقيد خطيبا حسينيا لأكثر من 50 عاما، ووصل المشيعون إلى مقبرة ابوعنبرة، وصلى على الجثمان الشيخ أحمد العصفور، ثم ووري جثمان الفقيد الثرى في مسجد المقبرة بجوار قبر والده المرحوم السيد عدنان الموسوي.

وفي عصر اليوم نفسه امتلأت جنبات مأتم السنابس بالمعزين، الذين تقدمهم الشيخ عيسى أحمد قاسم ووكيل وزارة الداخلية لشئون الهجرة والجوازات الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة وعدد من أفراد العائلة الكريمة والمسئولون والسفراء وأعضاء مجلسي الشورى والنواب وأساتذة الجامعات وممثلو الجمعيات الأهلية والسياسية والصناديق الخيرية والمآتم الحسينية، وعدد من الوجهاء والتجار من المملكة العربية السعودية.

ويعود نسب المرحوم إلى الإمام موسى الكاظم (ع)، وكان الراحل خطيبا حسينيا مارس الخطابة لأكثر من 50 عاما، كما كان شاعرا بامتياز، وربا لأسرة كبيرة تتكون من 40 فردا، ومن أبرز أبنائه الفنان عباس الموسوي والكاتبة الصحافية عصمت الموسوي والناشطان السياسيان كامل ورضوان الموسوي.

وكان المرحوم الموسوي مكثرا من الشعر بأنواعه المختلفة حتى في أيامه الأخيرة في السرير، فعلى رغم غيبوته فإنه كان ينظم أبياتا يرثي بها نفسه على عادة الشعراء القدامى، وقام أبناؤه بتعليق رثائه على غرفة العلاج في المستشفى.

وعاش السيد محمد صالح العدناني في موطنه بقرية البلاد القديم طفولته في كنف أبيه وأمه وسط بيئة محافظة، وكان والده من أئمة صلاة الجمعة والجماعة ومن الذين تولوا منصب القضاء الشرعي والإشراف على جمع وتوثيق الأوقاف الدينية الجعفرية.

وعاش السيد محمد صالح طفولته يتيما عندما توفي والده في العام 1928 وهو لم يبلغ العقد الأول من حياته وكفله الشيخ علي المدني. وبعد أن أتم مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة المباركة العلوية (الخميس) التي ساهم في تأسيسها وتشييدها أبوه، تتلمذ على يد الشيخ محمد علي المدني آخذا منه علوم قواعد اللغة العربية صرفا ونحوا بعدها تم ابتعاثه إلى الهند من قِبل الحكومة ليتلقى مزيدا من التحصيل الديني وعلوم الشريعة في جامعة مدينة لكنو؛ لإعداده إعدادا دينيا بهدف توليه منصبا قضائيا خلفا لأبيه،إذ مكث هناك يجد ويجتهد في تلقي علوم الفقه والأصول إضافة إلى علم المنطق والكلام على يد خيرة الأساتذة والشيوخ، كما تعلم اللغتين الأردية والإنجليزية إضافة إلى فن التصوير الفوتغرافي وبعد أن استكمل تعليمه رجع إلى وطنه البحرين إلا أنه امتنع عن تسلم منصب قضائي.

وتوجه الموسوي إلى الخطابة الحسينية مبكرا، التي أعطته فرصة تفجر موهبته الشعرية منذ العام 1943، واكتسب ثقافة واسعة وتجارب حياتية متنوعة من خلال وجوده في الهند للدراسة واختلاطه بالكثير من الناس والأجناس.

العدد 1597 - الجمعة 19 يناير 2007م الموافق 29 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً