العدد 1597 - الجمعة 19 يناير 2007م الموافق 29 ذي الحجة 1427هـ

الإنتاج الصوتي لموسم عاشوراء يتنقل بين البحرين والكويت

منافسة شديدة بين الرواديد... والتقنيات تسيطر

ربما سنكون الآن في الأسبوع الأخير المتوقع فيه نزول أحدث إصدارات الرواديد في البحرين لموسم عاشوراء الحالي، فالمؤشرات تقول إن الملا باسم الكربلائي يستعد لإصدار ثلاثة كاسيتات لهذا الموسم، وهو العدد ذاته بالنسبة الى الشيخ حسين الأكرف، فيما سيكون نصيب الرادود عبدالأمير البلادي شريطين، وشريطين للرادود أبا ذر الحلواجي، فيما سيقدم الأخوان الدرازيان (جعفر وصالح) شريطا لكل منهما، فيما تتعدد الأسماء بالنسبة الى الرواديد والمنشدين المبتدئين والجدد ومضافا إلى هذا الإنتاج، ما سيأتي من الخارج.

وتبدو بعض الاستوديوهات مزدحمة للغاية، فليس الوضع مقتصرا على تسجيل اللطميات، بل هناك الأناشيد الموسيقية والمشاهد التمثيلية وإنتاج رياض الأطفال والمدارس والحوزات والفرق الإنشادية، لكن المشكلة المتكررة في كل عام التي لن تنتهي على ما يبدو، هي تراكم العمل كله في الفترة ذاتها، ولهذا الأمر سلبياته على مستوى الإنتاج وجودته عموما.

وفي جولة «الوسط» مع عدد من المنتجين والمهندسين، يمكن التعرف على آراء جديدة بالنسبة الى الإنتاج الخاص بموسم عاشوراء، وخصوصا أنه موسم مهم بالنسبة الى مراكز التسجيلات، فبحسب المسئول بمركز العرفان للتسجيلات الإسلامية عقيل المدهون، فإن المنافسة تشتد دون ريب بين الرواديد لتقديم الإنتاج الأفضل في سوق أصبحت محدودة جدا في ظل ازدياد عدد الرواديد، وليس هذه العمل تجاريا بحتا، فهو خدمة أيضا للمعتقد وهو لون أدبي حضاري إسلامي لا يهتم به المسلمون فقط، بل هناك من غير المسلمين ممن يحبون الاستماع إلى هذا الإنتاج.

وفي نظري، فإن النظرة الغالبة على العمل في السنوات الماضية هي تلك المتعلقة بالتصميم والدراسة والتخطيط للعمل قبل إصداره، فالواقع أن الكثير من المنتجين أولوا هذا الجانب اهتماما كبيرا خلال السنوات الماضية لأن الذي يتصدر الساحة هو ذلك العمل الذي يستقطب الناس بمجرد سماعه أو انتشار الكلام عنه، أما بالنسبة الى كبار الرواديد فإن الكثير من المستهلكين يحرصون على السؤال عن آخر إصداراتهم بالاسم.

ولا أقول إن الوضع ليس جيدا من ناحية مستوى الإصدار الحسيني لموسم عاشوراء، لكن هناك أنماطا وأفكارا بدأت تفرض نفسها على الإنتاج بدءا من مستوى القصائد وأداء المنشد أو الرادود وانتهاء عند الأفكار الحديثة في استخدام المؤثرات والمونتاج.

أفكار الرواديد والمنتجين

ولا يعتقد المهندس علي سمير أن الوضع في البحرين هو أقل مستوى من الدول الأخرى بالنسبة الى الإنتاج الصوتي هندسيا وفنيا وجودة أيضا، فـ «علي» الذي يدير ستوديو Take time يقول إن فترة التزاحم على الإنتاج قبيل حلول شهر محرم بفترة وجيزة أمر ملحوظ، لكن مع تعدد الخيارات والاستوديوهات أمام الرواديد والمنتجين، فإن الوضع يصبح محصورا في اختيار المكان الذي سيقدم لك نسخة متكاملة ومتطورة من الإنتاج الذي تريده من ناحية نقاوة الصوت وجودة الأداء ودقة استخدام المؤثرات والتوقيت الزمني للعمل وجمال الاستماع عموما.

ويشير علي سمير إلى أن الملاحظة الرئيسية لإنتاج هذا العام هي أن الكثير من الرواديد والمنتجين أصبحوا يشددون كثيرا على اختيار القصائد والألحان، ولم يعد الوضع مجرد تدرب على قصيدة منقولة من أحد الدواوين أو من إنتاج أحد الشعراء البحرينيين أو غيرهم والسلام! هناك تدقيق من عدة نواح، وأستطيع أن أوجزه لك بالقول... اهتمام بالحال الشعورية للعمل، وتأثيرها على الملتقى.

وبالنسبة الى الأسعار وارتفاع رسوم التسجيل في البحرين، يشير سمير إلى أن لكل مستوى من العمل درجة من الكلفة من دون شك، فاستخدام التجهيزات المتطورة المكلفة والجهد الذي يبذله المهندس في إخراج العمل في أحسن صورة له كُلفته أيضا، وأنت تعلم جيدا ان الكثير من الناس اليوم أصبحوا يدققون على الإنتاج الحسيني، ولا يمكن قبول أي مستوى من العمل إن كان منخفضا حتى بالنسبة الى كبار الرواديد.

فترة ضغط متكررة

ويشير المهندس الصوتي الفنان أحمد مشيمع، صاحب ستوديو أبوالفضل للإنتاج بالسنابس، الى أن هذه الفترة من العام تتكرر بمشاهدها المعهودة، فالكثير من الرواديد المعروفين وكذلك المبتدئين والجدد والهواة، يتوجهون الى التسجيل في هذه الفترة ما يجعل العمل في قمة الضغط والإرباك وهو أمر ينعكس بشكل سلبي على الإصدار نفسه إذ يلزم الاستعداد له جيدا لإخراجه بالمستوى المطلوب، أما الاستعجال، فهو أمر يؤثر كثيرا على مستوى العمل من دون ريب.

ويتردد بعض الرواديد والمنتجين في جري مكوكي على الكويت، وعودة إلى البحرين، إذ يفضل البعض تسجيل العمل في استوديوهات محلية نظرا الى الحاجة إلى الحضور بشكل مستمر لتنفيذ العمل، ثم يقومون بنقل القرص السمعي الرئيسي إلى شركات إنتاج معروفة في الكويت لطباعته واستنساخه هناك، وهذه هي الصورة الأكثر شمولية بالنسبة الى الإنتاج العاشورائي.

وبالنسبة الى المستوى المقدم خلال السنوات الماضية، أشار مشميع إلى أن هناك تفاوتا في الأعمال، حتى أن بعض كبار الرواديد صدرت لهم أعمال ليست بالمستوى المعروف عنهم، وصدرت لهم أعمال أخرى مهمة، كما أن هناك محاولات بالنسبة الى الرواديد المبتدئين، أو الفرق الإنشادية، وأعتقد أن هناك جانبا من الاهتمام بالكلمة واللحن والأداء واستخدام المؤثرات بين الكثير من الراغبين في الإنتاج الجديد، حتى أن البعض يفضل بداية الاستماع إلى آخر البرامج المعدة للتسجيل بالحاسب الآلي ليقدر امكانات الأستوديو.

إنتاج يتصدر القائمة

من وجهة نظره، يرى المسئول في تسجيلات الهواشم الإسلامي السيدعصام الموسوي أن الإنتاج هذا العام مقارنة بالعام الماضي يشير إلى أن هناك تشابها كبيرا من ناحية عدد الكميات المنتجة، لكن الفارق بالنسبة الى الناس هو جودة العمل عموما بدءا من اختيار القصائد والألحان والأداء، وبالنسبة إلينا هناك إنتاجان جديدان للرادود عبدالأمير البلادي، كما أن هناك إنتاجين أيضا للرادود أبا ذر الحلواجي، وإنتاج واحد لكل من الأخوين صالح وجعفر الدرازي، أما بالنسبة الى الشيخ حسين الأكرف والملا باسم الكربلائي اللذين يتصدران القائمة فهناك ثلاثة إصدارات لكل منهما، والخيارات في النهاية متروكة للناس.

ويشير إلى أن الإنتاج أصبح مكلفا وخصوصا أن الاستوديوهات بدأت هي الأخرى تتنافس من ناحية توفير التجهيزات التقنية وأجهزة التسجيل بالحاسب الآلي المتطورة وهذا أمر مكلف ينعكس بالتالي على كلفة إنتاج الشريط ليصبح ثمن تسجيل قصيدة واحدة لدى بعض المراكز 80 دينارا! ولك أن تتخيل كلفة التسجيل فقط لشريط يحوي أكثر من 10 قصائد... هناك تصبح كلفته مرتفعة، لكن سعره يبقى محددا ولو أن هناك من يرفع السعر قليلا، لكن المستهلك لا يقبل بغير السعر المشهور وهو دينار واحد للكاسيت.

العدد 1597 - الجمعة 19 يناير 2007م الموافق 29 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً