كلما زار رئيس دولة رئيس دولة آخر أو مسئول مسئولا آخر، طالعتنا بعض الفضائيات العربية ووكالات الأنباء بـ «كليشة» ثابتة أصبحنا نعرفها عن ظهر قلب، وهي أن الرئيسان «تناولا في محادثاتهما القضايا الثنائية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك...إلخ». أصبح المتابع لا يستطيع أن يعتمد بأي صورة ممكنة على نشرات الأخبار أو الأخبار التي ترد على الوكالات لمعرفة حقيقة مادار في هذا اللقاء الذي يهمه وله تأثير كبير على حياته اليومية التي أصبحت تديرها السياسة. ما يحدث يُشعر المتابع بأنه يُستغفل ويُبقى بتعمد في «الظلام» لا يعرف ما يجري حوله، ويدفعه لفقدان الثقة في أن ما يجري من مباحثات من أجل مصلحته وإنما يعتقد أنها ضده. ويفقد الثقة في وسائل الإعلام العربية التي يفترض أن تكون مصدر توعيته وتثقيفه في شتى المجالات ومن بينها السياسة.
ما الهدف من اتباع هذه السياسات «السخيفة» في وسائل إعلامنا؟ هل هو فعلا تعمد تجهيل المتابع؟ هل الأشخاص الذين يلتقون ويجلسون لمدة ساعة أو أكثر لا يناقشون في الحقيقة شيء وإنما يتحدثون عن القضايا بشكل عام ويقوم غيرهم بالعمل الفعلي؟
بالنسبة للسؤال الثاني لا أعتقد أن الأمر كذلك لأن ما يناقش في هذه الجلسات هو جزء من السياسات التي تطبق على أرض الواقع، وتظهر للأسف نتائجها «السلبية» في واقعنا المشئوم. وأعتقد أن التجهيل أيضا متعمد لأن المواطن إذا علم ما يخطط له ولأمته العربية والإسلامية وسيعترض وربما يثور، وهذا ما لا يريده المسئولون. إلى من يهمه الأمر: لا تستغفلونا.
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1596 - الخميس 18 يناير 2007م الموافق 28 ذي الحجة 1427هـ