العدد 1596 - الخميس 18 يناير 2007م الموافق 28 ذي الحجة 1427هـ

بحريني أنجاه القدر من حفرة الموت فسقط في بئر السجن

تلفيات بجداري منزلين جعلته عالقا في الأردن 6 أشهر!

ألف دينار بحرينية أخرجت قبل أيام خليجيا تسبب سكَرُه (البيّن) في مقتل الشابة الأم (زينب) من السجن وأرجعته إلى أهله سالما بعد أن تم حبسه حبسا احتياطيا لم يتجاوز الأسبوع، حاله حال العشرات أمثاله ممن أطفأوا الكثير الكثير من الشموع البحرينية في نشوة (ثمالة) فخرجوا منها «كالشعرة من العجين»... غير أن السؤال الذي طرحه مواطنون اعتصموا يوم أمس (الخميس) أمام مجلس النواب: هل تعيد الدنانير الأردنية مواطنا بحرينيا إلى أسرته وأهله بعد أن غاب عنهم وذاق ولايزال يذوق مرارة طعم الغربة، وهو مواطن لم يتسبب في موت أحد كما تسبب غيره من غير البحرينيين في مقتل الكثير من البحرينيين؟!

ففي الوقت الذي تزهق فيه أرواح رخيصة جراء حوادث مرورية مروعة تحدث هنا في البحرين يخرج المذنبون ببضعة دنانير بحرينية معدودة، وتبقى الحسرة والآلام تعتصر قلوب أهالي الفقيد، ولدينا من التجارب الحية ما يغنينا عن الحديث عن ذلك، وآخرها قصة الشابة زينب ذات الـ 26 ربيعا التي تركت خلفها رضيعا لم يتجاوز الثلاثة أشهر من عمره ضائعا تائها، قدرت المحكمة كفالة إفراج لمن تسبب في قتلها مبلغ ألف دينار، فيما الغريب أن يبقى المواطن البحريني يعتصر ألما من الغربة والحبس نتيجة تسببه في حادث إصابات وتلفيات بدولٍ أخرى عربية، وهذه القصة...

في إطلالة صباح أحد الأيام خرج المواطن إبراهيم ميرزا الذي يعمل سائقا في شركة بحرينية، (وهو العائل الوحيد لأسرته)، بعد أن ودع أسرته، وذلك في سبيل توفير لقمة العيش، وكان مكلفا بنقل قوالب من صفائح الألمنيوم من البحرين إلى الأردن.

قبض إبراهيم مقود الشاحنة وهو يتوهج نشاطا وحيوية، مخلصا لعمله، وبينما كان يسير في طرقات الأردن، مر بطريق شديد الانحدار، وفجأة فقد السيطرة على الشاحنة التي كانت محملة بأطنان من صفائح الألمنيوم، ولسوء حظه حدث خلل في الفرامل التي لم تساعده على توقيف الشاحنة...

هذا كل ما يتذكره إبراهيم بعد أن أفاق من غيبوبته، أُخبِر أن رجال الدفاع المدني تمكنوا بصعوبة شديدة من إخراجه من الشاحنة التي اصطدمت بسيارتين، ومنزلين كانا في أسفل المنحدر. ولكن كل ما قاله حينها: «حمدا لله الذي كتب لي عمرا جديدا بعد هذا الحادث المميت».

ساعة فصلته بين ملامح الموت والسجن

قضى السائق إبراهيم ساعة واحدة فقط في مستشفى الجامعة الأردنية لتلقيه العلاج إثر الحادث المروري الذي تعرض له، و كان ذلك على نفقة بعض المواطنين البحرينيين الذين شاهدوا الحادث وتحركت فيهم حمية الانتماء للوطن. بعد تلك الساعة التي توقع إبراهيم أن تستمر لأيام أخرج إبراهيم من المستشفى وكان ذلك مصدر تعجبٍ له، إلا أنه كان يتوقع أنه سيتوجه إلى إتمام إجراءات عودته إلى بلاده، إلا أن المفاجأة الجديدة التي كانت تنتظره هو انتظار رجال الأمن له لنقله للسجن وهو مثقل بالإصابات التي أضيفت لها القيود، وكل ذلك كان في يوم الحادث.

الشركة التي يعمل فيها إبراهيم بعثت مسئولين إلى الأردن لتخليص الشاحنة وسحبها إلى البحرين، بينما ظل إبراهيم قابعا خلف قضبان السجن من دون أن يسأل عنه أحد. إلا أنه وكما يقال «لو خُليت خُربت»، إذ تكفل رجل أردني بإخراج إبراهيم من السجن بعد أن أشفق عليه، وكيف لا يشفق عليه وهو في دار غربة، لا احد إليه لأنه لا يعرف أحدا، ولا يمتلك شيئا، ولا يستطيع أن يتصل بالعالم الخارجي ليستنجد ويطلب المساعدة، وإذا طلب فسيطلبها ممن؟ بعد ذلك، سحبت السلطات الأردنية جواز سفر المواطن البحريني إبراهيم ميرزا بعد أن أفرجت عنه، إلى حين أن تبت المحكمة في القضية، التي تأجلت خمس مرات، آخرها كان بتاريخ 10 يناير/ كانون الثاني الجاري. ومن جانبهم، اعتصم أهالي المواطن المغترب إبراهيم ميرزا أمام مجلس النواب صباح أمس (الخميس) مطالبين النواب بالتحرك على ملف إبراهيم وإرجاعه إلى بلاده ليعيش وسط اسرته وزوجته وأبنائه. وأوضح الاهالي لـ «الوسط» أنهم قابلوا عضو مجلس الشورى محمد عبدالهادي الحلواجي الذي طلب منهم رسالة مكتوبة عن المشكلة، ووعدهم برفعها إلى جلالة الملك.

العدد 1596 - الخميس 18 يناير 2007م الموافق 28 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً