أنا لا أدعو الجماهير البحرينية إلى التشاؤم، فهذا ليس من شيمة الإنسان البحريني، إلا أنني لست متفائلا كتفاؤل رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم والذي صرح إلى رجال الصحافة الموجودين في أبوظبي، بأنه متفائل بقدرة المنتخب البحريني على الفوز بلقب خليجي «18»، فالتفاؤل لا يصل إلى درجة الجزم أو حتى التوقع... لأن التفاؤل درجة من درجات التمني... لذلك من واجبي أن أرد على رئيس الاتحاد وأقول: «إن الفوز بالبطولات لا تتحقق بالتمني»، ولكن ممكن أن تتحقق بالعمل الجاد والتخطيط السليم من قبل الجهازين الفني والإداري يتوجه عطاء اللاعبين داخل الملعب.
وحينما نتحدث عن العمل الجاد، فلابد أن نذكر الرقم العجيب الذي سجله مدرب المنتخب البحريني الألماني بريغل، ودخل به موسوعة «جينيز» حينما ترك المنتخب وغادر إلى بلاده في إجازة 6 مرات في 6 أشهر، لم يشرف على تدريب المنتخب في مباراة جادة واحدة، قبل اللقاء المصيري مع المنتخب الكويتي المؤهل للتصفيات النهائية لكأس آسيا... واكتفى قبل دورة كأس الخليج بلقاء إنتر ميلان الإيطالي الذي تلاعب بمنتخبنا وفاز عليه بالرأفة بستة أهداف!
أما التخطيط السليم، فأضع تحته أكثر من خط أحمر، لأن المنتخب البحريني لم تكتمل عناصره، ولم يتدرب بشكل جماعي طوال فترة إعداده في البحرين... وحينما أعلن المدرب أسماء التشكيلة النهائية لخليجي «18» أبعد لاعبين يستحقون أن يكونوا من بين عناصر الفريق أمثال جعفر طوق ومحمد حبيل والأخير اختير ضمن المنتخب العربي الذهبي، واختار لاعبين مجنسين لم يجربهم أو يتعرف على مستواهم، ولم يسبق مشاركتهم مع المنتخب أمثال جون وفتاي وعبدالله عمر ما ترك انطباعا سيئا في الشارع الرياضي.
كما أنني لا أتفق مع رئيس اتحاد الكرة - أيضا - حينما قال، إنه كان يتمنى أن يلعب في المجموعة الحديدية التي تضم منتخبات السعودية وقطر والعراق، لأن اللعب مع «الكبار» يثير حماس اللاعبين، ويزيدهم عزما وإصرارا لتحقيق نتائج جيدة... لأن المنتخبات المشاركة في دورات كأس الخليج لم يعد مستواها مثل السابق حينما كانت منتخبات مثل الكويت والعراق لا يمكن مقارعتها... وخير دليل على ذلك تأهل المنتخب العماني لملاقاة المنتخب القطري في نهائي خليجي «17» وهو المنتخب الذي كان حتى الدورة قبل الأخيرة يقبع في المركز الأخير منذ مشاركته في دورات كأس الخليج.
وعلى رغم هذا الواقع الصعب التي مرت به كرة القدم البحرينية فإنني ومن خلال معايشتي لدورات كأس الخليج أقول إن البطل لا يكون بالضرورة هو الأفضل إعداداص أو أكمل عناصر... فهذه الدورة لها ظروفها الخاصة ومفاجآتها الغريبة.
وأخيرا أقول إن لقاءي اليوم اللذين يجمعان البحرين والسعودية، وقطر والعراق، لقاءان قويان وصعبان، ولكن التكهن بنتيجتهما أصعب.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1595 - الأربعاء 17 يناير 2007م الموافق 27 ذي الحجة 1427هـ