هناك مجريات كثيرة تدور في الساحة المحلية حاليا... فهذه الجزيرة الصغيرة التي لم تكف الأيدي المتغطرسة عن تمزيقها إربا إربا قد تظن أنها ضمنت أن لا نصيب يحصده مواطن البحرين المغلوب على أمره.

للأسف لقد وصلت بنا الدرجة إلى أن نقلل من بعضنا بعضا على رغم أن مجتمعنا صغير بحجم مدينة صغيرة في إحدى بلدان العالم الأخرى... نخيط المكائد ونصطاد بعضنا في أوجه يراد منها عودة إلى عصور الأنظمة الإقطاعية، وانتهاك أبسط حقوق الإنسان.

لا ندري كيف تتطور الأمور ليصبح البحريني لا يستطيع شراء عقار أو أرض في المحرق أوالقضيبة أوالحورة أو أي مكان آخر في البحرين... ألهذه الدرجة أصبح البعض عنصريا أو أنه لا يكترث بحقوق المواطنة؟

ثم كيف تخرج هذه التصريحات التي تحلل وتحرم لمن يريد أن يقطن في هذه المناطق وكأننا نستعد لتحزيم أنفسنا حراسا مثل «بلطجية الحواري» على طريقة المسلسلات المصرية وعصابات الأحياء في حي «هارلم» النيويوركي، ندخل ونمنع من نشاء ان كانوا من طوائف وأعراق يحتقرها البعض على رغم أن هذه الفئة أو تلك جزء رئيسي من المكون المجتمعي لبلدنا الذي يمتلك هوية متأصلة ولن تستطيع محاولات تخريبها.

لقد سئمنا من سماع كلام مستهلك بأن هناك من يعمل لصالح دولة أجنبية أو يحاول إثارة الفتنة بين فئات الوطن لأن واقعنا يقول شيئا آخر بل ومختلفا جدا.

إن روح الضغينة التي يحاول البعض نشرها هذه الأيام من أجل تفريق المجتمع البحريني لصالح أهداف معينة صرفت عليها الكثير والكثير من الأموال والجهود... ألا أن من يفعل ذلك لا يقرأ التاريخ ولا يعرفه جيدا... ولربما أنهم بحاجة الى أن يدخولوا المدرسة الابتدائية ليتعلموا كيفية التعامل مع الناس ومع الجيران، قبل أن يسلموا مسئوليات لا يفهمونها.

عارٍ علينا أن نترك قدرنا لمن يريد أن يفرقنا... وعيب على من يطلق تصريحات يحلل ويحرم كيفما شاء بشأن الوطن، بحجج أقبح من الذنب نفسه (ذنب اصدار القرار). عيب عليكم أيها المعنيون إذا لم تتراجعوا عن ما تفعلونه!