لم يكن المواطن الحاج خليل إبراهيم الذي يعمل سائق أجرة يعلم ما يخبئه له القدر من مفاجآت مساء السبت الماضي، إذ كان متوجها إلى منطقة الجفير وهي إحدى ضواحي العاصمة (المنامة)، بعد أن ودع الحاج أصدقاءه من سواق الأجرة الذين كانوا جالسين معه عند فندق بيسان في منطقة الحورة (شارع المعارض).
لم يستوعب الحاج إبراهيم ما جرى له وأدى إلى إصابته، وذلك عند استفاقته وهو على سرير تابع لأحد الأجنحة في مجمع السلمانية الطبي، كما لم يصدق أن أمرا خطيرا أصابه وتم على إثره نقله إلى المجمع الطبي بعد حادث تسبب فيه آسيويان قاما برميه على الشارع بالقرب من مسجد الفاتح وهربا من موقع الجريمة.
خليل ذو الـ 43 عاما ويعيل عائلته المكونة من طفلين بالإضافة إلى زوجته توجه بالقرب من فندق اليت بالجفير، وهناك نزل من سيارته واتجه إلى الفندق، في الوقت الذي شاهد فيه ثلاث آسيويات كن يمشين على أرجلهن سالكات الشارع القريب من فندق سارة بلازا. الحاج إبراهيم لا يتذكر سوى أن تلك الآسيويات كن يعبرن الشارع الذي كان عبره متجها إلى الفندق.
يقول خليل فقدت وعيي ثلاث مرات بعيد تعرضي للحادث فكانت استفاقتي في المرة الأولى وأنا في المقعد الخلفي لسيارة بها آسيويان كانا يتحدثان بلغة أجنبية، موضحا أنه تعرف عليهما فيما كانت الحافلة تسير بينما بدت على وجوههما علامات الخوف والرعب بسبب نزيف الدم الذي كان يسقط مني. ويضيف «شاهدت ملامح أحد الآسيويين وأقدر عمره في الثلاثينات، وكان يتميز بصبغة حنطاوية يتجه إلى طريق آخر لا يؤدي إلى المستشفى، الأمر الذي جعلني أوجه لهما سؤالي بمعرفة وجهتنا، فقلت لهم «إلى أين نحن ذاهبون؟!... ليس هذا هو الطريق المؤدي إلى المستشفى... وبعدها غبت عن الوعي».
أما الإفاقة الثانية لخليل فكانت في إحدى سيارات الأجرة التي قامت بنقله إلى مجمع السلمانية الطبي، إذ أفاد صاحب سيارة الأجرة سعيد سلمان أنه شاهد الحاج خليل مصابا وينزف دما، كان يحاول إيقاف سيارة لإسعافه، موضحا أن ذلك كان بالقرب من الإشارة الضوئية التي تقابل مسجد الفاتح الواقع في منطقة الجفير.
ويضيف المتحدث «قمت بنقله معي وهو يتحدث في هاتفة النقال، في الوقت الذي شاهد خليل نفسه في مرآة السيارة بعد نقله فيها وبه جرح عميق في فكه السفلي، وبعد ذلك اقتربت سيارة الأجرة من محلات سناء وهو يتحدث في هاتفه النقال مع أخيه وزوجته من دون أن يعي أنه يتحدث معهم، إذ طلب مني بالإسراع في قيادة المركبة إلى المستشفى بعد أن أحس أنه سيفارق الحياة، وكان يردد عبارة سأموت وبعدها فقد الوعي للمرة الثانية».
بعد ذلك أفاق خليل للمرة الثالثة وهو في قسم الطوارئ التابع لمجمع السلمانية الطبي، وفي هذه المرة أدرك أن إصابته بليغة ولكنه في الوقت ذاته لم يدرك ما يقوم به من أفعال وهو طريح السرير.
عائلة خليل وجهت نقدا حادا إلى الإدارة العامة للمرور وإلى وزارة الداخلية لعدم الاهتمام والاكتراث بالموضوع، موضحة أنه مضى أربعة أيام على الحادث، والأجهزة الأمنية تكتفي بأخذ المعلومات الأولية عن الحادث في ليلة الحادث من دون استكمال الإجراءات والتحقيق في الواقعة الغريبة. وقالت العائلة إن رجل المرور قام بالتحدث مع شقيقي المصاب بعد أن قدما بلاغا بالحادث والاكتفاء بذلك وعدم استجواب أو الاستماع إلى أقوال الشهود الذين شاهدوا الحادث في الجفير وخصوصا العاملين في الفندق الذي وقع عنده ذلك الحادث. وأبدت عائلة المجني عليه خليل استغرابها من رجل الأمن التابع لوزارة الداخلية الذي أخذ المعلومات الأولية عن حادث وإلغائه بحجة أنه حادث مروري، كما استغربت ما قام به الآسيويان للحاج خليل وأخذه إلى شارع عام ورميه فيه وأخذ كل ما في محفظته من دون اهتمام الأجهزة الأمنية.
العدد 1595 - الأربعاء 17 يناير 2007م الموافق 27 ذي الحجة 1427هـ