اليوم ينطلق العرس الخليجي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسط آمال وتأملات بأن تترك منتخباتنا الوطنية بصمة في هذه الدورة، لا أن تخرج بخفي حنين كما حصل في الدورة الماضية التي لم نخرج منها سوى بذهبية مسابقة كرة اليد، غير أن الآمال تنصب هذه المرة على جميع الألعاب، وبنسب متفاوتة نظرا لدرجة التشاؤم التي تسود الشارع البحريني العارف بخفايا جميع منتخباته بدءا بمنتخب كرة القدم الذي أصبح الكثيرون من المحبين له يقطعون الشك باليقين، بأن منتخبنا لن يقطع أكثر من مباراتين؛ ليعود إلى البحرين مسرعا، وأنه سيزاحم المنتخب اليمني على المركز ما قبل الأخير في المجموع العام للمنتخبات الثمانية، أي أنه سيحل في المركز الأخير بالمجموعة الثانية.

لو وضعنا هذا التشاؤم في جهة، وقمنا بتحليل منطقي لفرص منتخبنا في تحقيق بطولة هذا العام، لوجدنا أن نسبة 10 في المئة هي التي تتسيد جميع الاستفتاءات التي تؤكدها مطالعات الشباب البحريني المتابع لمنتخبه، ولذلك أسبابه بالتأكيد، فهناك الإعداد المتواضع الذي لا يصلح حتى لدورة كأس رئيس الوزراء خليفة بن سلمان الدولية على سبيل المثال وهي البطولة المحلية، فكيف تصلح لبطولة هي الأهم بالنسبة إلى كل مواطن خليجي وتمثل «كأس عالم فريد من نوعه لنا»، وهناك المباريات الودية التي لعبها المنتخب ودرجة الاستفادة القصوى منها، إذ يعتبر الجميع أن المدرب «الخبير بريغل» لم يستفد جيدا من لقاء الإنتر الإيطالي وقام بإشراك جميع اللاعبين من دون التركيز على خطة معينة أو تشكيلة معينة مع تغييرات بسيطة، لا أن نعدها مباراة استعراضية، ليتبعها مباراة هي الأضعف مع المنتخب اليمني، والتي لن تكون المفيدة للمنتخب؛ لأن المنتخب هو الأفضل وهو يلاعب منتخبنا لا يملك شيئا، وبالتالي عدم قدرته على كشف إمكاناتنا ونقاط ضعفنا، لكي يصلحها بريغل، ولكنني هنا أتساءل، لماذا لم يقم المنتخب بإجراء لقاءات ودية مع منتخبات المجموعة الأولى كالإمارات والكويت وعمان كما فعلت المنتخبات الأخرى حين التقت عمان بقطر، وهذا ما يسأل عنه الجهاز الإداري للمنتخب الذي يجب أن يبحث عن هذه المباريات منذ مدة طويلة. لا ننسى أيضا الدور السلبي الذي كرسه استبعاد أكثر من لاعب مواطن من أجل عيون لاعبي شخصيات معينة مجنسة، وهي التي لم تقدم ما يشفع لها اللعب بشعار المنتخب، إذ وضع ذلك آثارا على توقعات الجماهير البحرينية التي رأت أن هؤلاء لن يعطوا المنتخب بقدر ما أخذوا، ما يعني أن جسد المنتخب سيعاني من الضعف بسبب أن بعض أجزائه لن تقوم بعملها على أكمل وجه؛ ليؤثر ذلك على مستوى المنتخب في مبارياته، ولعل تلك الأسباب تجعل المتابع لمنتخبنا الوطني يرشح الفريق للظفر بالمركز الأخير بالمجموعة. غير أننا نأمل الكثير من لاعبينا المواطنين؛ ليؤكدوا لأصحاب المصالح أنه لا غنى عن المواطن لتحقيق ما يصبو إليه أهله وشعبه من بطولات وانجازات تحفظ له كرامته من «دنس الجنسية». هذا كان بالنسبة إلى فريق كرة القدم الذي يعني الأكثر في هذه الدورة، لكن ماذا بشأن المنتخبات الأخرى التي يعد منتخب اليد أحد أبرز المرشحين للحفاظ على ذهبيته، وهو الذي يعد أفضل المنتخبات الوطنية إعدادا بالمقارنة مع المنتخبات الأخرى، على رغم أن المطلوب كان الأفضل ولكن هذا هو الموجود، ونحن لن نعذر قبضات لاعبينا إن لم تعد للبحرين وهي تقبض على الذهب، وخصوصا أن منتخبي الكويت «بطل آسيا» ووصيفه المنتخب القطري يلعبان بالصف الثاني، ما يعني أن الحظوظ الأوفر تصب لمصلحتنا. أما منتخبا الطائرة والسلة، فإن العين تبكي لواقع الإعداد الضعيف جدا والتي ربما يكون الاتحادان سببا فيه، وخصوصا أنها لم توقف مباريات الدوري من أجل عيون المنتخب، بل أجلت تدريبات المنتخب من أجل عيون أن لا يتحملوا ضغط الموسم في الأخير، فكيف يعقل أن نبحث للتو عن مباريات إعدادية للبطولة التي ستنطلق اليوم، لكننا نؤكد أن الطائرة البحرينية لن يكون من حقها الهبوط في المملكة إلا ومعها الذهب، إذا ما عرفنا بأن المنتخب الأقوى وهو السعودي لن يشارك في البطولة وتبقى بالتالي عقبة قطر التي يجب أن يتصرف خلالها الجهاز الفني بفن.

أما السلة فإننا نعتبر أن المركز الثاني إنجازا بالنسبة لسلتنا وهو المطلوب على أقل تقدير إذا ما عرفنا أن قطر هي الأفضل، لا أن يكون المركز الثالث كما يقول بعض أعضاء الاتحاد، ما يعني ضرورة العمل على تحقيق الفوز على المنتخب السعودي ؛لنحقق الهدف، وفي الأخير سنرى من سيكون الأوفر حظا في الحصول على الإشادة، ومن سيكون تحت مقصلة العتاب التي سيكون فيها مسئولو الاتحادات هم الأولى فيها.