العدد 1594 - الثلثاء 16 يناير 2007م الموافق 26 ذي الحجة 1427هـ

«أسلحة» عاشوراء!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في المؤتمر الصحافي الذي عقد عصر أمس (الثلثاء) بمقر جمعية التوعية الإسلامية، تم استعراض البرامج والفعاليات والأنشطة التي تنوي الجمعية تنفيذها في موسم عاشوراء 1428، وهي عبارةٌ عن حزمةٍ من المشروعات في مشروع واحد. وقد أحسنت الجمعية اختيار شعار هذا العام: «نحو وحدةٍ وطنيةٍ وإسلاميةٍ جامعة».

«عاشوراء البحرين» موسمٌ ثقافيٌ كبير، يتطوّر ويتجدّد كل عام. وفي نسخته الخامسة، يركّز المشروع على الجانب الثقافي، فيستضيف هذا العام عددا من المختصين في مجال الأدب والتربية والعلاقات الأسرية، بالإضافة إلى مركز ثقافي للعروض الفنية والتلفزيونية، ومركز آخر للجاليات الأجنبية. كما سيكون هناك عدة مخيمات للأطفال ولعروض الفيديو، وللكتب (بعشر لغات). وهناك مسابقةٌ يجريها فرع التوعية بالمحرق بالتعاون مع مؤسسات المحافظة، إلى جانب إصدار عددٍ من المجلات وورش عمل تتعلق بالموسم، يشارك فيها عددٌ من العلماء والمثقفين والصحافيين. وفي نهاية شهر محرم، ستُعرَض مسرحيةٌ تاريخيةٌ على مسرح النادي الأهلي.

من الناحية الإنسانية، تنظم خلال الموسم عدة حملات للتبرع بالدم، وتنشط حملات جمع التبرعات وتفعيل صندوق كفالة الأيتام، بالتعاون مع الحسينيات والمآتم من مختلف مناطق البحرين.

هذه خلاصةٌ مركّزةٌ لأكبر مشروع في الموسم، تقوم به واحدةٌ من أكبر الجمعيات الإسلامية خلال السنة، وواضحٌ فيه تغلّب الجانب الثقافي والإنساني على ما سواه. وإذا ما أضفنا الجمعيات الأخرى والمآتم والحسينيات، سنجد أنفسنا أمام ظاهرةٍ سوسيولوجيةٍ في عصر العولمة تدعو للتأمل والإعجاب، إذ يستخدم مجتمعٌ بشريٌ وسائل دفاع ذاتية في مواجهة موجة التغريب، في عصرٍ لم يعد الجيل الجديد فيه يقنع بالطرح التقليدي، فكان طبيعيا دخول الأدوات العصرية الحديثة على أوسع نطاق.

إذا كان هذا هو الجو العام لموسم عاشوراء، الذي يمارس فعالياته في الهواء الطلق ويعلن عن أنشطته أولا بأول في الصحافة، فأين تقع محاولة تصوير المآتم على أنها «مخازن للأسلحة»؟ ومن هو الطرف صاحب هذه «الأجندة» المشبوهة التي تهدف إلى تزوير الحقائق وتغذية الشكوك بين فئات المجتمع؟ ومن هو صاحب المصلحة في تضليل الطيبين من أهل المحرق وزرع الأوهام في عقول أناسٍ أبرياء ربما لم يدخلوا في حياتهم مأتما قط؟

المسألة ليست تصيدا على مجموعةٍ من الحمقى و«التنابلة»، وليست قضية كاتبٍ مفلسٍ أو يتيمةٍ مفجوعةٍ بقتل الطاغية صدام، إنما هي قضية عبثٍ بالسلم الأهلي، وتدميرٍ للثقة بأخيك وجارك، بحيث لن يعود لنا كبحرينيين من أي طائفةٍ أو مذهبٍ أو عرق، موضع قدم آمن في بلادنا.

هذه بداية الشرر المتطاير، الذي يعبث به البعض، وسيكون الضحية شيء اسمه البحرين، وشعب البحرين، ومستقبل البحرين. وإذا استمر هذا العبث فلن تعود مساجدنا ولا جوامعنا ولا جمعياتنا ولا بيوتنا آمنة، وكلنا سنة وشيعة سنكون تحت مرمى النار.

القضية ليست ثاراتٍ شخصية ولا فزعة مذهبية، وإنما هو جرس إنذار، ليقف هؤلاء العابثون عند حدّهم، فأمن المجتمع والسلم الأهلي ليسا مجالا للتلاعب، خصوصا إذا عرفنا مسالك مثل هؤلاء الكتبة، الذين لا يرعون لله حرمة، ولا يراعون للوطن مصلحة، ولا يقيمون للمواطن قدرا. مثل هذا الشخص، لعلم القارئ، لا يقيم للكلمة قيمة ولا وزنا، يرميها كالسكين في الظلام ولا يهمه من تصيب. متقلبٌ لا يرسو على بر، فهو مع الصحافة الملتزمة يزايد على وطنيتها، ووطنيته هو سبّ كبار المسئولين في الدولة! أما عندما انتقل إلى صحيفةٍ محسوبةٍ بالكامل على الدولة، انقلب إلى سبّ رموز المعارضة! ناشرُ فتن، «بيّاعُ حكي» باختصار، وكما قال عنه أخواننا في المحرق: «انه من شرايب البطح»!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1594 - الثلثاء 16 يناير 2007م الموافق 26 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً