العدد 1594 - الثلثاء 16 يناير 2007م الموافق 26 ذي الحجة 1427هـ

الجذب السياحي بحاجة إلى سياسة مستنيرة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تستطيع الجهات المعنية بالسياحة أن تطور القطاع السياحي عبر حماية وتطوير الحرف التقليدية التي اقتربت من الانقراض ويمكن ربط مشروع لتطوير الحرف التقليدية مع مشروع «الأسر المنتجة»، وبذلك يمكن تكثير نقاط الجذب السياحي.

حاليا، إن هناك صناعة «النسيج» في بني جمرة، وصناعة «الفخار» في عالي، وصناعة «السفن» في كرباباد، وهي تعيش أيامها الأخيرة. ففي بني جمرة لم تبقَ إلا ورشة واحدة ويتيمة لصناعة النسيج بالأسلوب التقليدي، وفيما لو قرر الشخص الذي يعمل فيها ترك المهنة فإن البحرين ستودع حرفة تقليدية تحكي تاريخ مئات السنين. وكانت هناك فكرة في السابق لتشييد «بيت النسيج» في بني جمرة، و«بيت الطين» في عالي، ولكن هذه المشروعات وغيرها ألغيت بصورة غير معلنة (تماما كما ألغيت مشروعات عدة تتعلق بالشباب وكتابة التاريخ وذلك من دون إنذار مسبق).

بإمكان الهيئات المعنية أن تعود إلى تلك الفكرة وتطور الصناعة التقليدية لتشمل منتجات جميلة تشتريها مؤسسات الدولة وتهديها ضمن الهدايا التي يتم تقديمها للضيوف، وبذلك تتكون سوق غير مكلفة وتعطي صورة ناصعة عن البحرين.بالإمكان أيضا أن يربط تطوير الحرف التقليدية (عبر إحياء المشروعات التي وئدت في المهد) مع مشروع «الأسر المنتجة» الذي تشرف عليه وزارة التنمية الاجتماعية، إذ تسعى الوزارة إلى الانتقال من مرحلة «الرعاية» إلى مرحلة «التنمية والتطوير» عبر توفير بنية تحتية متطورة من الدعم والخدمات المتخصصة لزيادة فرص نجاح المشروعات الأسرية ولتمكينها من المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية، بحسب ما قالته الوزارة مطلع الأسبوع الجاري. الأسر المنتجة مشروع حميد، ونحن بحاجة إلى مشروعات مماثلة لتطوير السياحة النظيفة التي توفر دخلا مناسبا للعوائل التي تشتغل في هذه المحلات. ويمكن ربط كل هذا بالحركة الفنية الشعبية التنموية خلال السنوات الأخيرة والمتمثلة في «المرسم»، وأصبحت لدينا الآن رسومات جميلة على الجدران القريبة من قرية القلعة، وعلى جدران السنابس وجدران مدرسة البديع الابتدائية، والذين يرسمون بصورة طوعية حاليا يمكنهم أن يرسموا من أجل تحسين دخلهم من خلال القطاع السياحي. فقرية القلعة (المحاذية لقرية كرباباد) تلونت جدران منازلها كلها، والأسر هناك لديها ما تقدمه من أجل زيادة نقاط الجذب.السياحة النظيفة لها مقوماتها، ومن أهم تلك المقومات وجود السياسة الوطنية المستنيرة التي تضع «حب الوطن والمواطنين» أولا، ومن ثم توفر البنية التحتية الداعمة لنجاح ما يتوافر لدينا بحيث ينتقل إلى مستوى الدخول في السوق وتوفير مستوى من المعيشة الكريمة، ويعزز صورة البحرين ويجذب السياح.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1594 - الثلثاء 16 يناير 2007م الموافق 26 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً