العدد 1592 - الأحد 14 يناير 2007م الموافق 24 ذي الحجة 1427هـ

أول من لعب بالصقور

ذكر أدهم بن محرز، أن أول من لعب بالصقور، الحارث بن معاوية بن ثور الكندي، وهو أبو كندة، ذلك انه وقف يوما لقانص وقد نصب حباله للعصافير، فانقض أكدر على عصفور منها قد علق، فعلقه الأكدر ( وهو الصقر، ومن أسمائه ايضا الأجدل) فجعل يأكل العصافير وقد علق. فعجب الملك فأتى به وهو يأكل العصفور، فرمى به في كسر البيت، فرآه قد دجن ولم يبرح مكانه ولم ينفر، وإذا رمى اليه طعاما أكله، وإذا رأى لحما نهض إلى يد صاحبه ثم دعي فأجاب، فطعم على اليد. فبينما الملك يسير يوما اذ نفجتْ (1) أرنب فطار الصقر إليها فأخذها، فطلب بها الطير والأرنب فقتلها، واتخذها العرب بعده، ثم استفاضت في أيدي الناس.

أول من لعب بالشواهين

ذكر ارستجانس الحكيم في كتابٍ وجه به الى الخليفة المهدي حمل اليه من أرض الروم، أن ملكا من ملوك الروم يقال له فسيان نظر يوما الى شاهين يهوي منحدرا على طير الماء فيضربه، ثم يسمو مرتفعا في الهواء حتى فعل ذلك مرارا فقال: هذا طير ضارٍ تدلنا قوه انحداره على الطير في الماء انه ضارٍ، وتدلنا سرعة ارتفاعه في جو السماء على انه طير أبيّ أليف. فلما رأى الى حسن تكراره أعجبه، فكان أول من اتخذ الشواهين.

وكان ملك عمورية قسطنطين أول من لعب بالشواهين

قول الفلاسفة في الباز

قالت الفلاسفة: حسبك من البازي سرعة في الطلب، وقوة على الرزق وفي السمو، اذا طالت قوادمه وبعد ما بين منكبيه، فذلك أبعد لغايته، وأخف لسرعته، ألا ترى الى الصقور تزداد في غايتها إلا بعدا وسرعة وقوة على التكرار، وذلك لطول قوادمها مع كثافة أجسامها، وانما قصرت غاية البازي لقصر جناحيه ورقة جسمه، فإذا طالت به الغاية أخّره ذلك حتى تشتد نفسه. ولا تؤتى الجوارح إلا من قصر القوادم، ألا ترى أن الدرّاج والسمّان والحجل وأشباهها حين قصرت قوادمها كيف قصرت غاياتها؟.

العدد 1592 - الأحد 14 يناير 2007م الموافق 24 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً