العدد 1592 - الأحد 14 يناير 2007م الموافق 24 ذي الحجة 1427هـ

"المشهد الأخير"...من الذي قام بإخراجه ومونتاجه؟!

يُقال إن أحمد زكي - وهو من أهم الممثلين في العالم - وبعد أن انتهى من فيلمه الشهير عن «السادات» (هذه الشخصية المثيرة للجدل) قام بعمل عرض خاص للفيلم دعا إليه الإعلاميين والصحافيين والمثقفين... وكتب على رقعة الدعوة هذه العبارة: "الرجاء... عدم اصطحاب الأطفال، والموبايل، والأراء المُسبقة!"

"المُخرج الأول":

عندما تستعيد "المشهد الأخير" من حياة الرئيس العراقي صدام حسين... يخيّل إليك أنه هو شخصيا الذي قام بإخراجه! هو الذي اختار التوقيت، وأماكن التصوير، والإضاءة، والكومبارس الغبي! أخذ دور "البطولة" وحده... وترك الأدوار الثانوية للآخرين. يبدأ المشهد: يتقدّم بشجاعة وإباء، ليثبت حتى آخر لحظة أنه ذلك الرجل الشجاع الذي لا يهاب الموت... يرفض أن يُخفي وجهه (في الوقت الذي يقوم فيه القتلة بإخفاء وجوههم!)

يجادل حتى آخر لحظة... يردد الشعارات التي آمن بها حتى آخر لحظة. يحذرنا من "إيران"... ويذكرنا بأن "فلسطين عربية". يجلد الحضور وجمهور المشاهدين بهذه العبارة: "هي هاي المرجلة" ؟! ثم يُنهي المشهد بأن يرفع سبابته، ويتشهد. نهاية رائعة... لا أظن أن "صدام حسين" تمنى أفضل وأجمل وأنقى وأرقى منها. نهاية - على رغم قسوتها - أحبها عُشاقه... وهزّت الذين لا يحبونه ولا يكرهونه!

"المُخرج الثاني":

المُتابع للسينما، يعلم أن هناك سينما إيرانية رائعة وواعدة، سينما متفوقة استطاعت أن تكسب المُشاهد الأجنبي... وتكسب جوائز المهرجانات أيضا. أما "هوليوود" الأميركية، فمن الذي لا يعرف أنها سيدة المدن السينمائية في العالم؟ تنظر الى "المشهد الاخير" مرة أخرى... يخيّل لك أنه إنتاج سينمائي أميركي/ إيراني مشترك! سيأتي هذا السؤال الذي سيربك الناقد السينمائي والمتابع السياسي: أميركا وإيران... أيهما "يُمثل" على الآخر في هذا الفيلم؟!

"المُخرج الثالث":

تستعيد المشهد وتفاصيله الدقيقة:

وقت التصوير:

عيد النحر!

مكان التصوير:

شعبة بالمخابرات العراقية، كان يدير منها "صدام" حربه مع إيران!

أصوات الكومبارس:

مقتدى... مقتدى... باقر... الصدر...

صوت آخر:

"إلى جهنم وبئس المصير"...

تقول لنفسك... إنه إنتاج وإخراج مذهبي غبي!... تميّز برداءة الصوت والصورة والمونتاج، وسوء أداء الممثلين (باستثناء بطل الفيلم)

وتصل إلى قناعة... أن طاقم الفيلم يعاني من حال نادرة من حالات الغباء المزمن!

"فلاش باك":

يا "أحمد زكي"... من منّا يستطيع أن يشاهد الفيلم (أي فيلم) من دون أن يحمل معه "بعض" آرائه المسبقة؟!

"أكشـن":

"هوليوود" الأميركية، وعند نجاح أي فيلم، اعتادت أن تنتج عدة أجزاء منه...

انتبهوا!... هذا ليس سوى الجزء الأول.

العدد 1592 - الأحد 14 يناير 2007م الموافق 24 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً