وصلت وزيرة الخارجية الأميركية السبت الماضي إلى المنطقة في إطار جولة تشمل عددا من الدول تهدف إلى الحصول على دعم عربي لاستراتيجية الرئيس الأميركي جورج بوش في العراق. في حين أن الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية طالبت رايس بتوضيحات بشأن الاستراتيجية، التي اتخذت من دون استشارة العرب.
بهذه الخطة التي من المفترض أن تكون هي السبيل لخروجه من العراق زاد بوش عدد الجنود الأميركيين المتوجهين إلى العراق ورفع قيمة الموازنة المخصصة لحرب العراق. فبدل من التفاوض والدبلوماسية كترياق حقيقي قرر بوش زيادة عدد الجنود ليغطي على الفشل الاستخباراتي الفادح الذي فتح بوابة الحرب في العراق.
وانطلاقا من زيارة رايس للمنطقة، زادت بوادر التشاؤم وخصوصا أنها جاءت بحقيبة خاوية بسم حشد الدعم للسياسة الجديدة.
الحقيقة هي ان رايس تحاول ترميم ما خلفه بوش من ركام. وتظل رايس متشائمة تكتم التشاؤم الذي قد يقودها في وقت غير بعيد للاستقالة، لإزاحة الحمل الذي يراكمه بوش يوم بعد يوم. وبيد خاوية تمر رايس على زعماء العرب تعرض عليهم «الهواء» للموافقة ودعم بوش، لكن هل سينصاعون هذه المرة أيضا ليقعوا في مصيدة العراق بدلا من الأميركي.
وتبقى الوسيلة الوحيدة لبوش للخروج من العراق هو الحل الأبعد عن ناظريه ويبقى مصيره محتوما مطرودا من العراق وقريبا من عرشه الخيالي في الرئاسة الأميركية، إلى مزبلة التاريخ ما يثبت أنه أحد أسوأ السياسيين في التاريخ.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1592 - الأحد 14 يناير 2007م الموافق 24 ذي الحجة 1427هـ