في الصفحة 190 من «المعجم الذهبي» (فارسي عربي) لمؤلفه السوري محمد التونجي، ُتعرّف كلمة «تَنْبَل» بالكسول أو المهمل. وتحتها مباشرة كلمة «تُنْبَك»: طبلة، أما «تنبور» فقد عرَّبها أجدادنا إلى «الطنبور»! فأنت في صفحةٍ واحدةٍ تقابل تنبلا وطبلة وطنبورا... مرة واحدة!
هذا التنبل دخل في الأيام الأخيرة مرحلة التخريف، بعد أن اجتاز مراحل الدجل والتزوير والكذب الصريح! وفي انتقالته الأخيرة وصل مرحلة «النيرفانا»، فبذلك يتوّج بلقب «شيخ التنابلة» على الإطلاق!
ولأن هذا التنبل فارغ العقل والفكر والوجدان، شهد له واحد من أولياء نعمته الكثر أثناء إقامته تنبلا بأحد القصور الخليجية، فأطلق عليه لقب «المجنون»! ولأنه «تنبلٌ أصلي»، كان يفاخر بهذه «المكرمة» في لقاء صحافي كشف مقدار ضعته ووضاعته النفسية وضحالته الفكرية. وإذا كان الأوروبيون يقولون في أمثالهم الدارجة: «الكنيسة تشهد للبابا، والبابا يشهد للكنيسة»، ففي هذا الزمن، «التنبل يشهد للطنبورة، والطنبورة تشهد للتنبل»! فلا تستغربوا أن تقرأوا مقالا اليوم للتنبل يمجّد فيه صاحبته فيصوّرها كأنها هيلاري كلينتون! ثم تقرأوا في اليوم التالي مقالا لرد الجميل فتصوّره في صورة جورج بومبيدو! ألسنا في عصر «بعث» التنابلة؟
شيخ التنابلة تجاوز مرحلة الكذب والدجل والتزوير إلى مرحلة خلط الأمور والتخريف! فما معنى أن نكون على أبواب موسم عاشوراء - هذا الموسم الديني الروحي التاريخي الكبير - الذي ينهل منه المسلمون قيم الحق والخير والعدل والشهامة والبطولة والدفاع عن القيم والمبادئ والأخلاق، كل هذا الفيض الرباني المحمّدي، لا يرى فيه هذا «التنبل» غير الاستشهاد بكلام امرأةٍ موتورةٍ منذ 4 أعوام.
موسم عاشوراء على الأبواب، وهذا الكاتب «الأحمر» المفلس يخوض بغبائه وحماقته في مشروع فتنةٍ أميركيةٍ عمياء أكبر من حجمه وإدراكه. فدعوى أن هناك «أسلحة مخزّنة في الكثير من المآتم» يجب ألاّ تمر. فهذا الكذب الفاقع يجب أن يُحاسب عليه هذا المجنون ويُوقف عند حدّه، فأمن الوطن ليس مجالا للتلاعب أو التظاهر بخفة الظل. ونحن كمواطنين لا نريد لبلدنا أن تتحوّل إلى عراقٍ آخر، حتى يتم توريط هذا الشعب المسالم باستيراد النيران من تلك الديار المبتلاة بالفتن والأحقاد.
هناك أكثر من 2000 مأتم في البحرين تفتح أبوابها صباح مساء في العشرة الأول من شهر محرم الحرام، يدخلها الكبير والصغير، والرجال والنساء، ولم تحدث فيها قط أية جريمة قتل أو اعتداء على عرض، حتى إشهار سلاح أبيض؛ لأنها ببساطةٍ أماكن آمنة خالية من السلاح، أقيمت منذ قرون وقرون لإحياء ذكرى حفيد محمد (ص). فلماذا هذا الدجل والتضليل؟ ولمصلحة أيةِ دولةٍ أجنبيةٍ يعمل هذا الخرِف؟ ولأية أجندةٍ خارجيةٍ يعمل هذا الضالّ المضل؟
هناك أكثر من 2000 مأتم في البحرين، نتحداه ونتحدى صاحبته الموتورة أن تدلّنا على قطعة سلاحٍ واحدةٍ مخزّنةٍ في أي منها، فإن لم يفعلوا فأولئك عند الله هم الكاذبون. ونسأل: هل هي حماقاتٌ «بعثيةٌ» لإدخال البلد في نفق القتل والتناحر الطائفي كما يتم في العراق؟ ربما يبقى هناك تلميحٌ إلى موكب «القامة» إذ يحمل بعض المعزّين السيوف، لم يستخدم واحدٌ منها قط في قتل أو اعتداء، وهي ممارسةٌ قديمةُ الجذور ومختلفٌ عليها بين أصحاب البيت الواحد، فما شأنك أنت؟ ومن تكون؟ «فتلك شكاةٌ ظاهرٌ عنك عارها» كما قال الشاعر. بل...
ودع عنك نهبا صيح في حجراته
ولكن حديثا ما حديث الرواحل!
ومادمنا قد وصلنا إلى الحجرات وحديث الرواحل، فمن المؤكد أن «شيخ تنابلتنا» ضاع في (الطوشة)، (وِشْ) عرّف «التنبور»... بالشعر العربي الفصيح؟
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1592 - الأحد 14 يناير 2007م الموافق 24 ذي الحجة 1427هـ