العدد 1592 - الأحد 14 يناير 2007م الموافق 24 ذي الحجة 1427هـ

«ماي سبيس» تغير قيمنا الاجتماعية

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

سجل في مطلع هذا القرن تاريخ أول موجة من موجات «هوسة الإنترنت» التي شهدت ارتفاع أسعار شركات ومشروعات الإنترنت إلى أرقام خرافية، بل فلكية. وربما سيسجل التاريخ أن 2006 كان العام الذي شهد ولادة موجة الجنون الثانية في الإنترنت. لقد كان العام 2006 هو العام الذي دفعت فيه «غوغل» مبلغ 1.65 مليار دولار لشراء شركة يوتيوب YouTube، التي تمتلك موقعا على الإنترنت لعرض أفلام الفيديو للهواة، بعد 12 شهرا على إطلاقها؛ وهو العام الذي اجتذب فيه موقع ماي سبيس MySpace عددا من الزوار في الولايات المتحدة، يفوق زوار موقع ياهو؛ وهو العام الذي أصبح فيه موقع وايكيبيديا Wikipedia، وهي دائرة المعارف الموجودة على الإنترنت بأقلام أشخاص متطوعين، واحدا من أكثر عشرة مواقع من حيث عدد الزوار؛ وهو العام الذي جعلت فيه مجلة تايم «شخصية العام» شخصا رمزيا يدعى «You» (أي أنت)، وذلك احتفالا بالأشخاص الذين يستخدمون المواقع المذكورة للتعبير عن الذات.

لقد غير موقع ماي سبيس www.myspace.com طبيعة تفاعل شباب اليوم مع البيئة والمجتمع المحيط بهم بدرجة لافتة للنظر. فبدلا من أنشطة الماضي التقليدية، وفي مجتمع القرن الواحد والعشرين الذي يقوم على المعلومات والتكنولوجيا، أصبحت المعلومات والشبكات الاجتماعية أهم ما يشغل الشباب حاليا. فماذا لدى ماي سبيس لتقدمه للمراهقين والشباب الذين يستخدمون الموقع كل يوم؟ وما هي الأمور والانتقادات التي تواجهها هذه الشركة الإبداعية ذات الشعبية؟

على موقع ماي سبيس دوت كوم يستطيع الناس من جميع أنحاء العالم صنع ملفات إلكترونية عن حياتهم، والالتحاق بمجتمع خاص بإمكان المستخدمين فيه تبادل الصور، والصحف، والاهتمامات مع شبكة متزايدة من الأصدقاء. وإضافة إلى الملفات الخاصة يقدم ماي سبيس مجموعة من الأنشطة الإلكترونية للشباب مثل مجموعات وصور وموسيقى ومقاطع فيلمية. وهناك عدة أسباب تجعل الكثيرين يلتحقون بهذا المجتمع الإلكتروني ومواصلة الالتحاق به، وتتضمن المحادثة عبر الشبكة، وتحديد مواعيد للالتقاء، والتشابك المهني، والترويج للأعمال، ومشاركة الاهتمامات، والعثور على أصدقاء الدراسة القدامى والأصحاب. كما يمد الموقع مستخدميه بمساحة للخصوصية والاندماج الثقافي.

وكانت بداية موقع ماي سبيس في العام 2004 ثم سرعان ما اكتسب جمهورا عاشقا ومخلصا نتيجة لتميزه التكنولوجي. وكان ماي سبيس هو الموقع الأول من نوعه لتوحيد المحتويات التي صنعها المستخدمون مثل الرسائل اللحظية، والأبواب، والمجموعات، ومنتديات تصويت المستخدمين، والموسيقى ومقاطع الفيديو. وقد باع المؤسس المشارك ورئيس ماي سبيس توم أندرسون الشركة أخيرا للشركة الإعلامية العملاقة نيوز كورب في العام 2005 بمبلغ 580 مليون دولار. وكانت واحدة من أوائل مشتريات الإنترنت الرئيسية لشركات الأخبار، وتمتلك الشركة الكثير من الأصول الأخرى التي تشمل قناة تلفزيونية فضائية، ومؤسسة النشر هاربر كولنز، وصحيفتي «نيويورك بوست» و»لندن تايمز»، إضافة إلى تلفزيون فوكس، وتلفزيون فوكس القرن العشرين، واستوديو تصوير أفلام في الولايات المتحدة.

ويتمتع الموقع بشعبية حقيقية لم يسبق لها نظير، إذ يرتاده 130 مليون مستخدم من جميع أنحاء العالم، وينضم إليه نحو 3000.000 عضو يوميا. وفي شهر نوفمبر من العام الماضي، تفوق ماي سبيس، ولأول مرة على موقع البحث العملاق ياهو في أكثر الصفحات التي يتم تصفحها شهريا. وتظهر إحصاءات شركة بحث الإنترنت كومسكور ميديا ماتريكس أن لدى ماي سبيس حاليا 38.7 مليار صفحة، بزيادة من 12.5 مليار صفحة في نوفمبر من العام 2005. ويقدر الكثير من العملاء الموقع للحقيقة البسيطة التي تقول إن إعلاناته خفيفة نسبيا وغير متطفلة.

كل هذه الظواهر هي بمثابة مؤشرات قوية على دور مواقع من شاكلة ماي سبيس على إعادة تشكيل وبناء طبقات الهرم الذي سيتكون منه مجتمع البشرية المقبل.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1592 - الأحد 14 يناير 2007م الموافق 24 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً