مع حلول واقتراب كل دورة خليج يتجدد الحلم القديم الجديد للكرة البحرينية بتحقيق أول لقب في تاريخ هذه الدورة التي ولدت في البحرين العام 1970.
وعلى رغم استضافة البحرين لدورة الخليج ثلاث مرات إلا أننا لم ندرك حلمنا الخليجي بعد حتى أصبحنا نشعر بأن الكأس الخليجية أصبح مثل اللغز المحير الذي نبحث عن فك طلاسمة طوال 37 عاما.
ذلك في حسابات الماضي والتاريخ، ولكن في صورة الحاضر يتجدد تفاؤلنا الممزوج بالحذر والقلق وذلك بسبب المعطيات المحيطة بالمنتخب خلال فترة إعداده لـ «خليجي 18» من أزمة المحترفين وإصابة النجمين محمد سالمين وحسين بيليه وإلى استبعاد عناصر أساسية وواعدة مثل محمد حبيل وجعفر طوق.
ولأن التجارب السابقة أثبتت أن دورة الخليج نفسية أكثر ما هي فنية، فإن منتخبنا والقائمين عليه سيكونون في اختبار جاد لكيفية التعامل مع أجواء وضغوطات دورة الخليج التي تختلف طبيعتها عن بقية الدورات.
وسط هذا الواقع يجب التحضير والإعداد النفسي الجيد للمنتخب وتفادي الأجواء السلبية التي تخلق زوابع وأقاويل ومنها ضم اللاعبين جون وفتاي وعبدالله عمر إلى المنتخب معيدين بذلك ما حدث قبل كأس خليجي 17 عندما تم ضم فوزي مبارك وأحدث فيها زوبعة أضرت بالمنتخب على رغم أنه لم يشارك في الدورة سوى لثوانٍ معدودة!
إن ما يحدث يثبت لنا حقيقة أننا لم نحسن بعد التعامل مع الأمور النفسية لدورة الخليج ولم نستفد من الأخطاء السابقة، كما نأمل أن يسير برنامج المنتخب في «خليجي 18» وفق رؤية القائمين على المنتخب وبعيدا عن التدخلات التي سبق أن أضرت بالمنتخب وكلنا يتذكر ما حدث في «خليجي 15» في الرياض وبعد الفوز على السعودية في «خليجي 17» في الدوحة!
يقول بعض المسئولين عن منتخبنا إننا نفضل الوقوع في المجموعة القوية ونواجه الظروف الصعبة لكي يظهر منتخبنا روح الحماس والتحدي في مواجهة الأقوياء، لذلك نأمل أن تتحول هذه المقولة إلى حقيقة في «خليجي 18».
عندما تبكي الرجال
وبعيدا عن اللغز الكروي... نتحدث عن القدر الذي اغتال الحارس سمير عبدالله وهو في منتصف العمر.
وفي لحظات الحزن والصدمات تتوقف لغة الكلام وتنحبس المشاعر وحينها تبكي الرجال على مصابها.
وبلا شك أن الفقيد الغالي ليس الضحية الأولى والأخيرة في وسطنا الرياضي لكنه تغرد بموته البطيء الذي تم بين أيدينا وأعيننا... فاجتهد من اجتهد... وحاول من حاول في فعل شيء لإنقاذه في الوقت الذي ندى فيه الجبين للتماطل وعدم الاهتمام الكافي الذي قوبل به الفقيد ممن يمتلكون القدرة والقرار والدعم.
إن رحيل سمير يجب الا يمر كسحابة الحزن العابرة ونحن نعيش في مجتمع صغير بعضنا يعرف بعضه، ويجب أن تكون هناك وقفة من الجهات الرياضية الرسمية مثل المؤسسة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة في وضع آلية لرعاية الرياضيين الذين يواجهون مشكلات مثل المرض والسكن والعمل وغيرها بدلا من ترك الأمور إلى الاجتهادات التي قد تصيب أو تخيب.
ومن ضمن المقترحات التي نطرقها وحديد المصيبة مازال حاميا هو تشكيل «صندوق اللاعب» ودعمه وتفعيله بالصورة التي تجعله يؤدي الغرض منه لأن الاهتمام بلاعبينا في مختلف الألعاب يجب الا يكون داخل الملعب فقط وكذلك لا يجوز التفرقة في الرعاية والاهتمام بين لاعب وآخر لكي نتفادى دق مسمار جديد في نعش رياضتنا!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1591 - السبت 13 يناير 2007م الموافق 23 ذي الحجة 1427هـ