قلعة «آلموت» الشهيرة أبرز وأحصن قلعة بين نحو 100 قلعة قرب مدينة قزوين الإيرانية، كان يسكنها الإسماعيليون النزاريون، آلموت وأخواتها غدت رمزا لصمود أبناء هذه الطائفة وثباتهم، بغضّ النظر عن الموقف من أفكارهم وعقائدهم. هذه القلعة التي وقفت شامخة أمام الغزو المغولي لم يجد قاضي قضاة المسلمين آنذاك شمس الدين القزويني حرجا في اختراقها «فتوائيا»، فمصطلح «الملاحدة» الذي أطلقه على الإسماعيليين كان صناعة إسلامية، قُدّمت هدية إلى منكوقا خان (1250 - 1257)، لتكون مبرّرا للانتقام المغولي من «إخوة مسلمين» بتحريض من «إخوة مسلمين»، بدعوى أنهم يروّجون عقائد تخالف المسيحية والإسلام والمغول. انصرف تفكير القوى الإسلامية إلى العمل على أن تكون سدا منيعا أمام غزو «الملاحدة» الفكري، الذي سيقود إلى هدم الإسلام، وأعطي الخان المبرّر لشنّ الهجوم على الإسماعيليين مؤيدا بدعوات المسلمين، ناسين أن المغول وثنيون وملاحدة!
هذه القصّة تعيد نفسها بقوة اليوم، فكم من مثقف وباحث وسياسي وحاكم يشير بأصابع الاتهام إلى أن الخطر القادم اليوم آت من رايات الشرق «إيران الإسلامية»، فـ «الخمينية» فكر لا يمكن التعايش معه، فيما يمكن ذلك اليوم مع «إسرائيل» اللقيطة. والمشكلة أن هذه الفكرة يتم إقناع الناس بها بتطبيقات في العراق ولبنان وسورية، وتقدّم على طبق من ذهب هدية لأميركا وربيبتها، وهو ما يدفعنا إلى التخوّف يوما من أن يختم في جوازاتنا اسم «إيران» ضمن الدول المحظور السفر إليها.
العدد 1590 - الجمعة 12 يناير 2007م الموافق 22 ذي الحجة 1427هـ