العدد 1590 - الجمعة 12 يناير 2007م الموافق 22 ذي الحجة 1427هـ

ما بعد خراب البصرة

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

رحم الله سمير عبدالله، وأدخله فسيح جناته. فقد كان مواطنا صالحا، أبلى بلاء حسنا في خدمة بلاده، فشرفها بادائه المخلص في نهائيات كأس العالم بالارجنتين العام 95، كما كان سدا منيعا وابنا وفيا لفرق المحرق والبحرين والأهلي.

- رحل عنا اللاعب وهو حزين، لاننا لم نقم بالواجب على خير وجه... فقد كان - حينما يصحو من غيبوبته - يرمي بالاجهزة الطبية التي حوله... وكان يهمس لاقرب الناس إليه «أنقذوني... فعلاجي ليس هنا»!!

- وحينما تصدينا في «الوسط الرياضي» لقضية علاجه ونشر اخباره( في كل صغيرة وكبيرة) كان هدفنا بالدرجة الاولى، هدفا انسانيا نابعا من قضية رياضية اخلاقية نؤمن بها...

- وحينما حرصت على الاتصال هاتفيا برئيس اللجنة الاولمبية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة مطالبا بضرورة التحرك لانقاذ علاج اللاعب... أجابني بأنه لم يتصل به أحد بخصوص هذه القضية ولم يكلفني أحد ولم يتصل به احد للتحرك من أجل ابتعاث سمير خارج البحرين لذلك اتصلت برئيس اتحاد كرة اليد عبدالرحمن بوعلي وطلبت منه ان يتصل برئيس اللجنةالاولمبية. وفعلا قام بالاتصال بنائب الرئيس العام لرعاية الشباب صالح بن ناصر لسرعة نقله للعلاج في السعودية.

- وحينما تابعنا القضية عن كثب، وأصبحت هي قضيتنا الاولى لم نكن نهدف إلى المزايدة في توجيه التهم إلى أحد... أو شكر أحد... فالقضية أكبر من ذلك... وحينما مر المرحوم بظروف صحية صعبة، كانت قلوبنا تقطر دموعا، وجباهنا تندى خجلا بسبب اهمال الجهة الحكومية الرياضية لهذه القضية... فحادث مماثل أصاب اللاعب صالح فرحان هو شبيه بحادث سمير، ولكن مع فارق الاهتمام لأن سمير ابن البلد الأصيل..!!

- وحينما بانت تباشير اهتمام ديوان سمو ولي العهد بالقضية سارعت الجهات الحكومية بالوجود يوميا... فأين كانت هذه الجهات في البداية... ولماذا لم تبد أي اهتمام حينما كان - المرحوم - بحاجة ماسة الى رعاية واهتمام... ولماذا تجاهلت نداء الصحافة الرياضية... ولماذا... ولماذا؟

أسئلة كثيرة في الضمير، ودموع في العين، وقهر في القلب... ولكن من هي الجهة التي تحاكم المقصر؟!

- نعم، مات سمير الابن الشاب المحب لوطنه ولهذه الارض الطيبة... وماتت معه الكثير من الاحلام الوردية، ولكن القضية ستبقى معلقة في ضمائرنا كشاهد على كل من تقاعس عن اداء الواجب معه...

موت سمير لن تكون البداية، ولن تكون النهاية... فإننا نحذر بأن هناك اصواتا كثيرة تنعق من أجل خراب أكثر للبصرة!!

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 1590 - الجمعة 12 يناير 2007م الموافق 22 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً